هل أنتَ حائرٌ في أن تعيش في مجتمعك وتتحمل مشاكل الآخرين؟!
اقرأ معي هذه القصة القديمة التي رواها أحـد الفلاسفــة ويُدعى (شوبنهاور):
في إحدى ليالي الشتاء الباردة اقتربت مجموعةٌ من القنافذ من بعضها طلباً للدفء، ولكن سرعان ما شعرت بآلام الأشواك التي تحيط أجسامها بسبب التصاقها معاً، فقررت الانفصال، حتى إذا ما شعرت بوخز البرد القارس من جديد، اقتربت من بعضها البعض بحرص شديد كي يحقق لها الدفء والأمان، ويحميها في نفس الوقت من وخز الأشواك.
هذه القصة تشير إلى ما ينبغي أن يفعله الإنسان ليحقق النجاح في حياته الاجتماعية؛ لأن الاقتراب الشديد من الآخرين دون حساب المسـافة الكافيـة للعلاقة، قد يغرس في أجسادنا الأشواك، والبعد عنهم أيضاً يفقدنا الأمان والدفء؛ فتصبح الحيـاة كـأوراق الأزهار حين تذبل وتجفّ، لذا ينبغي أن يكون اقترابنا من الآخرين اقتراباً لا يضيّق مدى الرؤية أو يشوش السمع.
إنّ الإنسان بحاجةٍ دائمةٍ إلى رفـاقٍ يبثّ لهم شجونه ويهتمّون بأمره كما يهتـمّ بأمرهم، وفي نفس الوقت هو بحاجةٍ إلى أن تكون له ذاتـه الخاصـة التي لا يقترب منها إلا الأصفياء الذين امتحن إخلاصهم وصدقهم، فمنحهم الثقة الكاملة دون غيرهم. [GLINT]همسة[/GLINT]....
نحن معاً كقطرات الماء... تتجمّع، فيتدفق شلالاً... فتجري بها أنهاراً... فيروي بها أفكاراً... تزهر وتثمر ويكون الحصاد.