بسم الله الرحمن الرحيم
قبل ان أضع هذا الموضوع بين أيديكم أريد ان أتطرق الى الحديث عن معلومة مهمة قد تكون غائبة عن العقل المسلم في الوقت الحاضر وهي ان الكثير من الناس الآن يرددون كلمة الهرمجدون التي هي عقيدة يهودية باطله صاغها اليهود وهي من أكاذيبهم التي يدعون فيها ان الهرمجدون هي اسم المعركة التي سوف ينتصر فها النصارى وأهل الصليب على المسلمين وذلك فقط ليشجعوا النصارى على حرب المسلمين وهذا ما أكده الجنرال وليم كاي غار في أحد كتبه حيث يقول ( ان الحرب العالمية الثالثة التي سيفوق دمارها كل الحروب سوف تنشب نتيجة الصراع مع العالمالإسلامي .... إلى أن قال : وفي هذه الأثناء ستكون اسرائيل بلداً محايداً ).
فالغرب متأثر بهذه الإدعاءات والمؤلفات التي صاغها اليهود بما يخدم آمالهم. حتى ان بنى جلدتنا اطلق البعض منهم العنان لنفسه لتأويل الهرمجدون ونسوا الأسم الحقيقي لهذه المعركة الفاصله والتي ستجري حتما احداثها آخر الزمان كما اخبرنا النبي الأمي الحبيب صلى الله عليه وسلم وسماها " الملحمة الكبرى " ولم يقل : ملحمة بل قال " الملحمة " بعد إضافة ال التعريف لها للدلالة على عظمتها.
قال صلوات ربي وسلامه عليه : ( لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قال الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمين: والله لا نخلي بينكم وبينأخواننا فيقاتلونهم فيهزم ثلث جيش المسلمين لا يتوب الله عليهم أبدا ويقتل الثلث وهم أفضل الشهداء عند الله ويفتح ثلث لا يفتون أبدا فيفتحون قسطنطينية ).
ونعود إلى المقال الذي أورده الكاتب فهد الأحمدي في جريدة الرياض.
هل يشعل بوش معركة هرمجدون؟
خلال تاريخها كله لم يحكم أمريكا إدارة يمينية محافظة كما هو حاصل هذه الأيام.. وهي ادارة تجمع بين التعصب القومي والفكر الإنجيلي والإيمان بأمركة العالم.. والأخطر من هذا إيمان بعض عناصرها وجود نبوءات في الإنجيل تسير بالولايات المتحدة و«العالم الآخر» نحو معركة حتمية فاصلة.. وهذه النبوءات تأتي بشكل شفرات انجيلية (Bible Codes) أو نصوص توراتية يثبتها الزمن ووقائع الأحداث!!
وهذه الأيام يباع كتاب تحت نفس العنوان (TheBible Codes) حقق مبيعات خيالية في الأسواق الأمريكية. ويزعم مؤلف الكتاب (MichaelDrosninصs) ان الانجيل يضم رموزاً تتنبأ بأحداث كثيرة معاصرة (من ضمنها بدء الحرب العالمية الثالثة على يد الرئيس الحالي جورج بوش).. ومثل معظم الأفكار التي يؤمن بها اليمين المسيحي المتطرف تجد في نهاية الخيط «رجلاً يهودياً»؛ فالرموز - التي يدعي المؤلف وجودها في الانجيل - اكتشفها لأول مرة عامل رياضيات اسرائيلي يدعى إلياهو رايبز (Eliyahu Rips). ومن خلال هذه الرموز قدم إلياهو نصوصاً من الانجيل يزعم تنبؤها بالحرب العالمية الثانية وإحراق اليهود في بولندا وباغتيال الرئيس كيندي في دالاس وتدمير هيروشيما بالقنابل الذرية..
ومن النبوءات التي لم تحصل حتى الآن اندلاع معركة هرمجدون (المعركة الفاصلة في آخر الزمان) حين تتقدم القوات الروسية عبر سوريا لاحتلال القدس. وحينها سيوجه الرئيس الأمريكي إنذاراً للملحدين (الروس) والكافرين (السوريين) بالانسحاب خلال ثلاثة أيام قبل استعمال القوة العسكرية. وبهذا السيناريو ستكون المواجهة حتمية وستمتد المعارك إلى كل الأرض وسيقضي السلاح النووي على ثلثي البشر (.. وكل هذا استعداداً لنزول المسيح الثاني وإعادة إعمار الأرض وفقاً للتعاليم الانجيلية)!
.. هذا السيناريو المفزع عاد اليوم للأذهان في اعقاب زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو وادعاء إسرائيل عزم سوريا على شراء صواريخ (اسكندر (SS-62 القادرة على ضرب عمق اسرائيل.. وكانت اسرائيل قد حذرت موسكو من بيع هذه الصواريخ إلى سوريا - وحرضت واشنطن على الوقوف بوجهها.. وبالفعل وجهت واشنطن تحذيراً إلى موسكو بعدم ابرام هذه الصفقة مهددة بفرض عقوبات اقتصادية - لا يبدو أن روسيا تأخذها على محمل الجد -. ومن هنا وجدت الأصوات المحافظة في البيت الأبيض سبباً إضافياً لغزو سوريا التي اتهمت منذ تفجيرات سبتمبر بإيواء منظمات إرهابية - وتتهم هذه الأيام بإرسال ميليشيات مسلحة لدعم المقاومة العراقية..
و«التيار المسيحي الصهيوني» يرى في الأحداث الحالية تطبيقاً للنبوءات الانجيلية السابقة (وهو بالمناسبة من يطلق على نفسه هذه التسمية كونه يجد في النصوص التوراتية والأفكار الصهيونية استمراراً للمبادئ المسيحية والنبوءات الانجيلية). وحسب هذا التيار فإن العالم بدأ يسير نحو نهايته وفقاً للأحداث التالية:
٭ قيام دولة لليهود في فلسطين تمهيداً لهدايتهم على يد المسيح عند نزوله للمرة الثانية (وهذا سر تأييدهم الشديد للدولة الصهيونية).
٭ تشكل محور للشر من دول كافرة وملحدة ضد الشعوب المسيحية الغربية (ومحور الشر مصطلح يستعمل اليوم بكثرة في السياسة الأمريكية لوصف عدد من الدول المارقة)!
٭ ثم تبدأ إرهاصات المعركة باحتلال أرض بابل (وهو العراق الذي تم احتلاله بلا سبب مقنع - باستثناء النبوءات المزعومة) يليها دمشق والشام!
٭ ثم تنشب معركة هرمجدون الفاصلة (أو الحرب العالمية الثالثة) حين تحاول امريكا منع روسيا (الأمة الملحدة) من مساعدة سوريا (حسب الفصل 38 من نبوءة حزقيال)!!
.. وهذه الأيام يرى المنتمون لهذا التيار أن مسألة شراء سوريا لصواريخ SS-62 وعدم استجابة موسكو لتحذيرات واشنطن - مقدمة لاندلاع حرب عالمية ثالثة سيبادر بها الرئيس الحالي جورج بوش (.. وإن كنت أخشى انه بدأها فعلاً منذ غزو أفغانستان والعراق)!!!