أشارك حالياً في الكتابة في مجموعة من الصحف والمجلات اللبنانية والكندية وفي بعض المغتربات الإفريقية. منها مجلتا إيمان والمهاجر في أوتاوا, والمرآة والمستقبل في مونتريال, ومواهب والصفاء والمغترب وعرب ستار وصدى المشرق في تورنتو, والمدار والوطن في ديترويت/الولايات المتحدة بالإضافة إلى الصياد والبلاد والأنوار والسفير والبناء والديار في بيروت. أضف إلى ذلك أنني رئيس لمركز الدراسات العربية الإسلامية, ورئيس للاتحاد العالمي للكتاب باللغة العربية/فرع كندا, وعضو مجلس الأمناء في الأكاديمية الثقافية العربية. وعضو مجلس البحوث الاستشاري في المعهد الأمريكي للسيرة الذاتية (ABI) وعضو مؤسس وعامل في مركز التراث العربي وجمعية الهدى الإسلامية وجمعية المسلمين التقدميين في أونتاريو.
وضع مزر
ما رأيك في الوضع العربي الراهن على كل الأصعدة: الشعبية والرسمية والسياسية والفكرية? وكيف تنظر إلى المستقبل?
- مع الأسف الشديد, الوضع - كما أراه حالياً - زري ومؤلم على الصعيد الشعبي, فالوعي الوطني غير متوافر ولم يصل بعد إلى المستوى المطلوب, كأن يعرف المواطن مثلاً مسئولياته وواجباته الوطنية, فلا يعتدي على حقوق غيره ولا يتلاعب بما أوكل إليه من عمل لخدمة الوطن, ولا يستزلم لأي فريق أجنبي على حساب أرضه وشعبه, وينتخب بمسئولية قصوى.
أما على الصعيد الرسمي, فالمسئول ليس في مستوى المسئولية الموكلة إليه, يجمع حوله المحاسيب والمرتزقين من أصحاب المصالح الشخصية للحفاظ على منصبه أطول مدة ممكنة, وإذا احتاج الأمر استعان بالشيطان ضد أبناء قومه. وقد يكون المغتربون أكثر وعياً ومسئولية من المقيمين, والسبب في ذلك يعود إلى الحرية الفكرية وحرية القول والإعلام والعمل السياسي المتوافرة في بلاد الغرب, وهي غير متوافرة في عالمنا العربي.
حتى أن بعض المغتربين في كندا مازالوا يحملون رواسب الماضي ويتصرّفون بعقلية المواطن الشرقي الخائف من السلطة. كانت نسبة المشاركين في الانتخابات قليلة جداً منذ عشرين سنة بين المغتربين العرب, أما في الفترة الأخيرة, ونتيجة للإعلام والدعوات المتكررة لضرورة المشاركة والتعبير عن الرأي, فقد شارك أكثر من 49% من العرب والمسلمين في الانتخابات الفيدرالية الأخيرة, بزيادة 17% عن الانتخابات السابقة.
وتكوين الشخصية السياسية في كندا لا ينتج إلا من فئة المشاركين الذين يعود لمشاركتهم تقرير مصير السياسة في السنوات المقبلة, وأصوات العرب والمسلمين هنا تشكل 4% من مجموع الناخبين في كندا (900 ألف ناخب).
وأظن أن الأمر نفسه ينطبق على الناخبين في العالم العربي.
أما المستقبل فقد يكون مختلفاً نظراً للتغيرات التي طرأت في السنوات الأخيرة, فانتصار المقاومة اللبنانية في الجنوب, ووجود الانتفاضة في الأرض المحتلة, عاملان يجددان الأمل في الواقع العربي وفي نفوس اليائسين. فالطاقات متوافرة, وإذا توافرت الوحدة وأزيلت الحواجزبين الأقاليم, وتمت صيانة الحريات الفردية والعامة فإن الوضع سيختلف تماماً عما هو عليه, وسيحقق العالم العربي قفزة هائلة نحو التقدم المطلوب. كيف نطلب من الأجنبي أن يقف إلى جانب القضية العربية إذا كان العرب لا يفعلون.
كونك مهتماً بالفسلفة, كيف ترى مستوى الفلسفة العربية في العصر الحاضر, وهل هناك فلاسفة من رتبة ابن رشد والفارابي والغزالي?
- في العالم العربي حالياً محاولات فلسفية من غير فلسفة أو فلاسفة, أنطون سعادة هو الفيلسوف الوحيد - برأيي - في مذهبه المدرحي, يليه الدكتور مانويل يونس في الفلسفة البنيوية, هناك أساتذة فلسفة ناجحون أكاديمياً وآخرون اشتغلوا بالفلسفة من غير أن يتخصصوا بها ومن غير أن يصدر عنهم مذاهب فلسفية جديدة منهم: الدكتور شارل مالك, د. كمال الحاج, د. ألبـــير نادر, د. ناصـــيــف نصار, د. جورج عطية, د. خليل الجر في لبنان.
أما في مصر, فقد كانت الجمعيات الفلسفية أكثر نشاطاً وتطوراً نظراً لقدمها وممارستها التي تمثلت بالدكتور عبدالرحمن بدوي, والدكتور أمين الخولي, والدكتور مصطفى عبدالرازق, أضف إلى ذلك بعض المحاولات الفلسفية في سوريا والأردن, كل ذلك بقي كما ذكرت ضمن العمل الأكاديمي في الجامعات ولم يتعداه إلى نظريات أو مذاهب جديدة.
هل لك نشاطات أخرى غير التي ذكرت حتى الآن?
- منذ سنة 1951 حتى الآن ألقيت ونشرت أكثر من 600 محاضرة ودراسة حول مختلف المواضيع, وصدر لي ما يزيد على 5400 منشور من المقالات والمراجعات والمداخلات والتحليلات والردود واللقاءات والتقارير والنداءات والبيانات والتصاريح والخطب في الصحافة العربية الصادرة في الوطن وفي الاغتراب. أما في مركز الدراسات العربية الإسلامية الذي أرأسه فإنني أقوم بنشاطات ليست من اختصاص المركز, وخدمات للجالية العربية والإسلامية مثل:
- رسائل توصية للطلاب في الجامعات الكندية.
- مساعدة المواطنين العرب والمسلمين الذين يتعرضون للتمييز العنصري أو الديني.
- تلبية دعوات المراكز العربية والإسلامية لإلقاء المحاضرات.
- الرد على الهجمات التي يتعرض لها الإسلام من قبل بعض المسعورين.
- رسائل توصية لبعض رجال الدين الراغبين في متابعة الدراسات العليا في الجامعات الكندية.
- رسائل دعم ومساعدة للمدرسين غير الحاصلين على الجنسية الكندية.
كل ذلك دون أي مقابل وبشكل تطوعي بحت.
من نشاطاتي الأخرى أيضاً بعض المراسلات ومشاريع الاقتراحات التي تقدمت بها إلى الحكومات اللبنانية والعربية والمتعلقة بكثير من القضايا التي تهم المواطن والمغترب. منها:
- مذكرة إلى مؤتمر القمة العربية الرابعة الذي عقد في الخرطوم, تضمنت مشروعاً بإنشاء مؤسسة عربية للطاقة الذرية وأخرى للأبحاث العلمية.
- تقرير حول إصلاح التعليم المهني في السودان بناء على طلب وزير التربية السوداني في ذلك الحين, الأستاذ يحيى الفضلي.
- مشروع إنشاء مركز الصباح للأبحاث العلمية في النبطية - لبنان.
- دراسة علمية حول أهمية تطبيقات اختراعات كامل الصباح في التقنية الغربية.
- مشروع قانون حول استخدام وتطبيق النظائر المشعة في لبنان, هذا القانون لايزال في أدراج المجلس النيابي اللبناني منذ أكثر من ربع قرن, في حين أن بعض الدول العربية تبنته وأدخلته في قوانينها المرعية بعد إجراء بعض التعديلات عليه.
- تقرير إحصائي للطاقة العلمية اللبنانية الموجودة في لبنان والخارج, وكان هذا التقرير حافزاً رئيسياً للمرحوم الشيخ موريس الجميل في طرحه لمشروع بنك الأدمغة اللبنانية.
- دراسة علمية موثقة حول النشاط الذري في الجامعات ومراكز البحوث العربية.
- دراسة علمية حول الغبار الذري المتساقط في العالم العربي نتيجة للتجارب النووية الأمريكية والروسية, مع خارطة لتوزيع عنصر السترونتيوم 90 الخطير.
- اقتراح مفصل حول تدريس مادة القانون النووي في كليات الحقوق في لبنان.
- اقتراح مفصل إلى وزارة الصحة اللبنانية لاتخاذ قرار بالسماح باستهلاك المواد الغذائية المعقّمة نووياً.
- مشروع إقامة مركز لتعقيم الفاكهة والخضار والحبوب بواسطة الإشعاع النووي رفع إلى وزارة الزراعة اللبنانية.
- مشروع إقامة مختبر لقياس الغبار والتلوث النووي والنشاط الإشعاعي فوق الأراضي اللبنانية لحماية المواطن من أخطار تلوث المياه والهواء والمواد الغذائية رفع إلى وزارتي الصحة والصناعة اللبنانية.