ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - هل نؤمن حقا بنظرية الانفجار العظيم ؟!
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 11-03-2007, 19:48
الصورة الرمزية ولد أبوي
ولد أبوي
غير متواجد
فيزيائي مبدع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 486
افتراضي رد: هل نؤمن حقا بنظرية الانفجار العظيم ؟!

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

أما بعد :

فإن مما عمت به البلوى في هذا الزمان : دخول العلوم العصرية على أهل الإسلام ، من أعدائهم الدهرية المعطلة ، ومزاحمتها لعلوم الدين ، وهذه العلوم قسمان :

القسم الأول :

هو علوم مفضولة ، زاحمت علوم الشريعة وأضعفتها . وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إن العولم المفضولة إذا زاحمت العلوم الفاضلة فأضعفتها فإنها تحرم .

القسم الثاني :

علوم مفسدة للإعتقاد مثل : القول بدوران الأرض ، وغيره من علوم الملاحدة ، لكن موضوع البحث هنا هو : القول بدوران الأرض.
جاءت هذه النظرية الفاسدة الباطلة من قوم لا يقرون بوجود الله الخالق ، فهم لا يعتمدون على وحيه لمعرفة مخلوقات الله ، فعمدتهم في ابحاثهم عقولهم القاصرة ، وفهومهم الخاسرة ، وقد فتن بهم المسلمون أي فتنة ، ومن طلب الهدى في غير وحي الله عز وجل فقد ضل ، وإن ادعى أنه وأنه .

فحقيقة الأمر أنه طلب الهداية لمعرفة مخلوقات الله ممن لا يعرف الله ولا يعترف بوجوه ، كما يصرحون بذلك فهم دهرية معطلة . كيف يوفقون لعلم صحيح في أشياء لا تعرف حقائقها إلا بواسطة العلم الذي أنزله خالقها وموجدها وخالق كل شيء ؟!

والنبي صلى الله عليه وسلم ينزل عليه الوحي من ربه سبحانه صباحا ومساء ، كما أنه صلى الله عليه وسلم صعد إلى فوق السماوات ، وهبط نازلا إلى الأرض ، ورأى من آيات ربه الكبرى ، ولم يقل كملة واحدة تدل على دوران الأرض وحركتها . فقد أخبر عن الزلازل ، والخسوف التي تحدث لها ، وتعرض لها وعما يحدث لها يوم القيامة ، وما ذكر أنها تدور ، بل ورّث لنا من العلم اليقين بثباتها ، ما يدحض حجة كل مبطل ، وذلك مما أوحاه إليه خالقها .
ووالله ، لو أن ربنا عز وجل لم يخبرنا بثبات الأرض ، ولا أخبرنا نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك ، لكان من البديهيات والضروريات ألا نشك بثباتها ، كيف وبين أيدينا كلام ربنا وكلام نبينا.

أيظن ظان أن هؤلاء الملاحدة علموا علما خفي على محمد صلى الله عليه وسلام وأصحابه ؟! وهل هؤلاء إلا مادة فساد العالم اليوم ووسيلة ضلاله . ولا شك أن من قلدهم في ضلالهم أنه مفتون .



القول بدوران الأرض يقود إلى التعطيل

ومما ينبغي أن يعلم : أن اعتقاد دوران الأرض ليس هو شيئا هينا ، ولا مسألة جانبية لا علاقة لها بالإعتقاد كما يزعم ذلك من يوفق ، وقد وجد في زماننا كثيرون ينكرون على من ينكرها ، ويبين بطلانها ، ويحذر المسلين من عظيم خطرها . وعلى كل حال ، فليس هذا مانعا لنا إن شاء الله من قول الحق فيها ، وكيف تكون مسألة أصلها التعطيل وتؤول إليه كما سأوضح ذلك إن شاء الله مسالة جانبية لا علاقة لها بالإعتقاد ، ويذم من حذر عنها .

وإنما يعرف حقيقة ما أقول من نظر الأصل الذي بدأت منه في البداية ، ونظر ما تؤول إليه في النهاية أما من يقول : الأرض تدور أو لا تدور الله على كل شيء قدير ، أو من يقول : ليس في الكتاب والسنة دليلا على دورانها ولا على ثباتها ، فهؤلاء لم يأتوا الأمر من وجهه ، وما بذلوا من أجله كبير جهد .

فكون ربنا سبحانه على كل شيء قدير ليس مما نشك فيه ، ولا يورد هذا الكلام إلا لو أن النافي لدورانها يقول : ما يقدر الرب على جعلها تدور ، فيكون ذلك جوابا له .

إذا القدرة ليست هي مورد النزاع ، وإنما المطلوب هو معرفة الحق في ذلك .

كذلك الذي يقول : ليس في الكتاب والسنة ما ينفي ولا ما يثبت دوران الأرض.
لم يحقق القول في هذه المسألة الخطيرة ، بل في الكتاب والسنة الخبر اليقين عن ثباتها ، وعدم حركتها ، إلا بزلزلة ونحوها . كما أن العقول تعرف ذلك ، وسأذكر إن شاء الله من الأدلة والبراهين ما يشفي ويكفي .




بداية هذا الضلال


لما كان القول بدوران الأرض حلقة من سلسلة متصل بعضها ببعض، كان لابد من النظر في أصل ذلك وبدايته ، ومتابعته للنظر في نهايته ، ليتجلى الأمر على حقيقته بدون التباس.

ولعدم إيمان الدهرية بالخالق سبحانه ووحيه ، نظروا إلى الكون باحثين عن أصل المخلوقات والحياة ، معتمدين على عقولهم الضالة ، وما توحيه إليهم شياطينهم ، التي يعتبرون وجودها خرافة كغيرها من الخرافات ، مثل وجود الرب سبحانه والملائكة والسماوات المبنية والكرسي والعرش ، كل هذا لا يدخل حسابهم ، ولا يذكرونه في علومهم . فقد تخلوا عنه . ولما كان الأمر كذلك ، قادهم هذا الدليل الذي اعتمدوه إلى أسوء مصير .

ومعلوم أن العقول لو كملت فهي لا تستقل بمعرفة هذه الأشياء على حقيقتها ، ولا كيف تكونت ، ولا سيما هذه المخلوقات البعيدة الرفيعة من الشمس والقمر والكواكب والسماوات ، فلا بد لمعرفتها من نور الوحي . وعقول هؤلاء ضالة مضلة ، تتخبط في ظلمات بعضها فوق بعض ، لا تهتدي إلى خير ، ولا توفق إلى رشاد ، وإن ادعوا أنهم علماء ، وأنهم فاقوا من سواهم ، فإن فرعون يقول لقومه : (( وما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) .

والجاهلية التي يعيشونها اليوم لا تشبه جاهلية العرب ، فأولئك كانت لهم عقول يعرفون بها الخالق ويقرون به ، وأنه خالق السماوات والأرض وجميع المخلوقات ، بل ويعبدونه ، لكنها عبادة شركية لا تنفعهم . أما هؤلاء فهم أحط خلق الله وأرذله . لكن الداء العضال الذي كان من أعظم أسباب الفتنة بهم وبعلومهم المضلة هو : ما ظهر على أيديهم من هذه المخترعات ، التي كان وجودها مفترق الطريق بين منهج السلف وسلوكهم ، وهذا النهج الجديد ، الذي طبق الأرض بأجمعها ، وهو التشبه بهم فأفسدوا الدين والدنيا .

وتقول امرأة منهم : إن أول خطوة في تعاسة الشرق ، تجيء من عدم رضا الشرقيين عن قيمهم . فإمام ما يحيط بهم من بهرج حضارتنا الآلية ، سرعان ما تبدوا الفضائل المعتصرة من قسوة حياتهم هزيلة لا نفع فيها ولا غناء . وبذلك تفقد روحهم كرامتها في هذا العالم وإيمانها بالعالم الآخر . انتهى .

فلما فتنت القلوب بذلك ، وهو هذه الحياة الجديدة الناعمة التشبهية ، وانبهرت لهذه الرفاهيات الدنيوية الدنية ، مع بعد العهد عن نور النبوة ، دخلت الشرور ووقع المحذور . وكان من نتائج ذلك وثماره : تعظيم قلوب المسلمين لهم ، وشعوهم بالنقص والتخلف ، قياسا عليهم ، مما أوجب ذلا نفسيا لا يفارق قلوب المفتونين بهم ، حتى أنه أصبح من مصطلحات أهل العصر التي لا يختلفون فيها ، إذا أطلق لفظ التخلف أو الجهل ، فإنما يقصدون به ما يضاد ما عليه هؤلاء الضلال.

ولذلك يطلقون اسم العلم والتقدم والنهضة والحضارة وما يشبه ذلك ،مما يشعر بحسن الحال والإرتقاء لدرجات الكمال على جاهليتهم ، التي لو أن لجاهلية العرب جاهلية لكانت هذه . فكيف يطلق على علوم هؤلاء اسم العلم ؟! وكيف يسمون علماء وهم أضل من الأنعام ؟! حتى ولا يشبهون الفلاسفة القدامى ، فأولئك رغم ضلالهم ، فإن لهم عقول ومدارك ليست لهؤلاء ، ويعتمدون على أصول وقواعد ، وإن كانت غير صحيحة ، فإنها مشوبة بنوع من الحق . فكثير منهم لا يرفضون النبوات مطلقا كهؤلاء ، بل يوجد كثير من العلم الذي جاءت به الأنبياء في كلامهم .

أما هؤلاء فقد انتحلوا طريقة يعتمدون فيها اعتمادا كليا على عقولهم وشياطينهم ، سموها طريقة العلم والبحث والتجربة ، وسدوا على أنفسهم كل طريق ، وكل باب إلا هذا ، فكان من نتائج ذلك القول بدوران الأرض .

وهذا وإن كانوا مسبوقين إليه ، فيلس قولهم فيه كقول من سبقهم من الضلال ، فهم يعللون وجود هذه المخلوقات وحركتها تعليلا طبيعيا آليا مقطوعا عن خالق مدبر ، وهذا ظاهر في جميع علومهم .

ولذلك يحيلون إلى ماض سحيق مقدر في أذهانهم ، ولم يحيطوا بعلمه .

قال بعض من كتبوا عنهم يصفون حالهم :
علماء الفلسفة والطبيعة الغربيين ينظرون في الكون نظرا مؤسسا على أنه لا خالق له ولا مدبر ولا آمر وليس هناك قوة وراء الطبيعة، والمادة تتصرف في هذا العالم ، وتحكم عليه ، وتدير شئونه ، وصاروا يفسرون هذا العالم الطبيعي ، ويعللون ظواهره وآثاره بطريق ميكانيكي بحت ، وسموا هذا نظرا علميا مجردا ، وسموا كل بحث وفكر يعتقد بوجود إله ويؤمن به طريقا تقليديا ، لا يقوم عندهم على أساس العلم والحكمة ، واستهزأوا به ، واتخذوه سخريا ، ثم انتهى بهم طريقهم الذي اختاروه وبحثهم ونظرهم إلى أنهم جحدوا كل شيء وراء الحركة والمادة ، وأبوا الإيماء بكل مالا يأتي تحت الحس والاختبار ن ولا يدخل تحت الوزن والعد والمساحة ، فأصبح بطريق اللزوم الإيماء بالله وبما رواء الطبيعة ، من قبيل المفروضات ، التي لا يؤيدها العقل ، ولا يشهد بها العلم ، إن منجه التفكير الذي اختاروه ، والموقف الذي اتخذوه في البحث والنظر ، لم يكن ليتفق والدين الذي يقوم على الإيمان بالغيب وأساسه الوحي والنبوة ، ودعوته ونهجه بالحياة الأخروية . انتهى .




السديم


السديم : هو أصل المخلوقات غير الحية عندهم ، وهو عبارة عن مادة غازية موجودة في الفضاء الذي لا نهاية له في خيالهم ، ومنه تكونت الشموس التي انفصلت منها الكواكب بطريقة آلية ميكانيكية كما تقدم .

فالدوران هو الذي سبب الانفصال والانتظام . ويزعمون أن الشموس شديدة الحرارة ، وأنها تدور بسرعة عظيمة ، وإذا انفصل منها شيء فهو يدور حولها بسرعة عظيمة أيضا ، وما يزال كذلك ملايين السنين حتى يتكثف ويبرد . والأرض هكذا تكونت .

وقد قال شيخ الإسلام : القول بإن جواهر العالم أزلية ، وهو القول بقدم المادة ، وكانت متحركة على غير انتظام ، فاتفق اجتماعها وانتظامها ، فحدث هذا العالم قول في غاية الفساد . ومن هذا الإعتقاد الفاسد ولدت نظرية داروين . حيث تمهدت له طريق التعطيل فزعم نشوء الكائنات تلقائيا بما سماه "التطور" و "النشوء والارتقاء"

فإذا كانت هذه الأجرام العظيمة تكونت تلقائيا كما تقدم فكذلك الكائنات الحية بزعمه . وتأمل هذا يبين خطر اعتقاد نظرية الدوران فقد تبين أصلها ونظرية داروين من فروعها ، كذلك تفرع عن ذلك تعليل المالحدة وأتباعهم للدين بعبادة الأب والطوطم ونحو ذلك من الهذيان .

ومن ذلك أيضا تفرعت نظرية "فرويد" وأمثاله . فالكل يرجع إلى أصل واحد وهو أن الكون لا خالق له . وقد قال تعالى : (( أم خلقوا من غير شيء )) أي من غير خالق خلقهم (( أم هم الخالقون )) نظرية داروين هذا هو معناها كل كائن يكون نفسه.

ويأتي إن شاء الله كلام ابن القيم رحمه الله عن "الطبيعة" مثل قوله عن الفلاسفة والطبائعيين وزنادقة الأطباء :

وليست الطبيعة عندهم مربوبة مقهورة تحت قهر قاهر وتسخير مسخر يصرفها كيف يشاء بل هي المتصرفة المدبرة .."طريق الهجرتين صــ 203 "






يتبع
رد مع اقتباس