كن ذاتك ولا تكن معرف بالاضافه ....
لعله موضوع مناسب لما اود قوله ..
[GLINT]لتكن لك شخصيتك الخاصة بك، فإذا كنت كما أنت فسوف يكون لك عطرك الخاص بك، وسحرك الخاص بك، بشرط أن تكون صادقاً مع نفسك، ومنسجماً مع مشاعرك.. [/GLINT]
الجوهر في قوة الشخصية هو أن تكون أنت دائما نفسك في أفضل حالاتها، ولذلك فإن أكثر الناس تأثيراً لا يغيّرون شخصيتهم بين ظرف وآخر. إنهم هم ذاتهم، لا فرق إذا كانوا في محادثة حميمة، أو يخطبون في مناسبة، أو يجرون مقابلة طلباً لوطيفة.
إنهم يتصلون بالعالم بكامل ذواتهم، قلباً وقالباً، وتكون نبرة أصواتهم وإيماءات أيديهم متناسقة تماماً مع كلامهم وما يدور في خواطرهم.
يقول الإمام علي (عليه السلام): «ما أضمر امرؤ شيئاً إلاّ وظهر في قسمات وجهه، وفلتات لسانه»
فالصدق مع النفس يعطيك الحقيقة، التي تقوم هي بعرض نفسها في المواقف..
وقد يتساءل البعض هنا قائلاً: أفلا أتعلّم من الآخرين كيف أتصرّف؟ أفلا استرشد ممن هو أفضل مني وأعلم؟
والجواب بالطبع هو بلى..
فمن دون أن تتعلم من غيرك لا تستطيع أن تحسّن من أدائك للأعمال، ولكن المطلوب دائماً هو أن تحاول أن تقتدي بلآخرين، وليس أن تتقمص شخصياتهم. فأنت ولدت بإرادة خاصة من الله-تعالى- وقد أرادك شخصاً فريداً، لا نسخة مكررة عن الآخرين..
وهنا ملاحظة أساسية، وهي ان الانسجام مع الذات والذي يعني أن تكون كما أنت، لا يمكن أن يتحقق إلاّ إذا كان تقديرك لذاتك عالياً. فالشخص الذي لايحترم ذاته لا يمكن أن يحترم الآخرين، والعكس أيضاً صحيح، فمن يحترم ذاته ويُقدّرها خليق اكثر من سواه بمعاملة الآخرين بمثل ما يعامل به نفسه.
فأنت لا تستطيع أن تحبّ الآخرين ما لم تحب نفسك ايضاً فإذا كان رأيك في نفسك ضعيفاً، وكنت تظن أن من النقص أن تكون ذاتك، انعكس ذلك على موقفك من المحيطين بك.
وإذا كنت ناقماً على نفسك، شاعراً بالنقص فيها فسوف تنعكس نقمتك على الناس.
إذن لا راحة لنا إذا كنّا نجهل ذواتنا ونحتقرها، ولا قوة خيّرة ستنبع من داخلنا إذا كان رأينا في أنفسنا ضعيفاً..
إذا كان حب الذات–بمعنى أن يكون الواحد متيماً بها-غير مطلوب، وكرهها غير مطلوب فما هو المطلوب إذن؟
المطلوب إنما هو احترام الذات، وهذا ما يجب كسبه دائماً..
.
.
.
.