
26-03-2007, 12:29
|
|
|
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 12,853
|
|
رد: كيف كان القرآن شفاء لأمراض الإنسان
[GRADE="00008B FF6347 008000 4B0082"]وقال في تفسيره لقوله تعالى:
(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) (97)
يقول تعالى عن كتابه الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، إنه شفاء ورحمه للمؤمنين. أي يذهب ما في القلوب من أمراض من شك ونفاق وشرك وزيغ وميل. فالقرآن يشفى من ذلك كله"(98). وإذا أنت دققت في النصوص المقررة لكون القرآن شفاء وجدتها تتحدث عن أمراض القلوب دون أمراض الأبدان.
فآية سورة يونس جعلته شفاء لما في الصدور، والذي تحويه الصدور هو القلوب كما قال تعالى:
(فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)(99).
95- سورة يونس: آية 57.
96- انظر تفسير ابن كثير: (2/421).
97- سورة الإسراء: آية 82.
98- تفسير ابن كثير: (3/9).
99- سورة الحج: آية 46.
والقلوب التي في الصدور هي التي ينسب القرآن إليها الإيمان والفقه والتدبر، وهي التي يقع فيها الكفر والشك والنفاق.
وقد أخبر الحق تبارك وتعالى: أن القرآن شفاء للمؤمنين دون الكافرين، وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة للمؤمنين(100).
(وتنزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)(101).
أما الكفار فلا يزيدهم إلا خسارا.
(ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)(102).
وقال في الآية الثالثة :
(قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى)(103).
وقد حدثنا ربنا في موضوع رابع عما يفعله القرآن المنزل من عنده في نفوس المؤمنين ونفوس الكافرين:
(وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيّكم زادته هذه إيماناً، فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسًا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون)(104).
100-سورة يونس: آية 57.
101- سورة الإسراء: آية 82.
102- سورة الإسراء: آية 82.
103- سورة فصلت: آية 44.
104- سورة التوبة: آية 124-125.
ولو كان القرآن شفاء للأبدان كما هو شفاء للقلوب لشفى المؤمنين والكفار.
الذين يذهبون إلى أن النصوص عامة في أمراض القلوب والأبدان:
ويـذهب جمهور علماء أهل السنة إلى النصوص المقررة لكون القرآن شفاء، أنها عامة في أمراض القلوب والأبدان. وفى ذلك يقول العلامة ابن القيم رحمة الله تعالى: "قال الله تعالى:
(وتنزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)(105).
والصحيح أن (مِنْ) هنا لبيان الجنس لا للتبعيض. وقال تعالى:
(يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور)(106).
فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة. وما كل أحد يؤهل ويوفق للاستشفاء به. وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تـام واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه؛ لم يقاومه الداء أبدا. وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها. فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفى القرآن سبيل الدلالة على دوائه، وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه"(107).
105- سورة الإسراء: آية 82.
106- سورة يونس: آية 57.
107- انظر زاد المعاد لابن القيم: (3/178). [/GRADE]
|