ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - العالم الذي اكتشف المادة الكيميائية التي تمنع الإحتراق
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 31-03-2007, 14:38
الصورة الرمزية kingstars18
kingstars18
غير متواجد
المُراقب العام والمُستشار القانوني
المشرف على الدورة الثانية لتعليم الفيزياء
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 12,853
افتراضي رد: العالم الذي اكتشف المادة الكيميائية التي تمنع الإحتراق

العمل مع "ناسا"

كانت الدكتوراه الخطوة التالية وبناء على اتفاقية تعاون بين جامعتي "اورلاندو" و"كامبا"، تقدم غسان لنيل شهادة الدكتوراه من كلا الجامعتين. وقد مكنه تفوقه من المشاركة في مشروع بيئي ممول من "وكالة الفضاء الاميركية" (ناسا). ويقوم هذا المشروع على البحث في كيفية منع التلوث البيئي الناتج من اعادة تأهيل المكوك الفضائي وتنظيفه بواسطة مواد تؤدي لاحقا الى احداث ضرر بيئي يطال المياه الجوفية في المنطقة. لذا عمل غسان على ايجاد طريقة مبتكرة تحقق الغرض المنشود من دون تلوث. وذلك عبر بناء جدار (عمودي) تحت سطح الارض يتم عبره معالجة المياه تلقائيا بواسطة معادن محددة، قبل ان تتم معالجتها مرة ثانية بواسطة الموجات فوق الصوتية.

تابع غسان العمل في هذا المشروع حتى العام ،1997 عندما وقع خلاف بين الجامعتين اضطره في نهاية المطاف الى وقف دراسته قبل ثمانية اشهر فقط من نيله الدكتوراه في الكيمياء الصناعية. فعاد الى الوطن محبطا. لكن الوالدة الحنون ضمّدت الجراح النفسية لوحيدها، وبثت في روحه املا جديدا في المستقبل و"عسى ان تكرهوا شيئا، وهو خير لكم".

هكذا انطلق باحثا عن علم بقلب ملؤه التفاؤل. ولم يكن الامر سهلا، لاسيما في لبنان ودول المنطقة، بسبب ندرة فرص العمل في هذا الاختصاص. ورغم ذلك عمل كمستشار كيميائي في جدة (السعودية) لثلاث سنوات.

مختبر شخصي وتجارب

ولأن العلم ليس نظريات فحسب بل هو بحث ميداني وتجربة عملية اولا ثم استنباط واكتشاف... انشأ غسان افيوني في العام 1998 مختبرا للابحاث الكيميائية في المدينة الصناعية في مدينة البداوي (شمال طرابلس). فكان اول مختبر للابحاث الشخصية في لبنان. اما الآلات والادوات المستـخـدمـة فـي المختبر، فمعظمها من صنع يديه.

وفى مختبره المتواضع راح يجري تجاربة الكيميائية الخاصة... الى ان توصل الى اكتشافه غير المسبوق في مجال منع احتراق الخشب والورق والقماش. يقول: "توصلت الى ذلك، اولا بمعالجة القماش، ثم الخشب، بواسطة مواد تحول دون الاحتراق، بحيث يمكنها ان تقاوم نارا تصل درجة حراراتها الى 600 درجة مئوية، وان تبقى غير قابلة للاشتعال رغم تغير لونها الى الاسود. علما انه توجد حاليا في الاسواق منتجات يتأخر احتراقها فقط. وتجهد شركات معروفة في تسويق هذه المنتجات على نطاق واسع. كما توصلت شركات اخرى الى تأخير احتراق بعض المنتجات دقيقة او اثنتين، وبيعها بأسعار تفوق ضعفي كلفتها الحقيقية".

وقد توصل غسان الى معالجة الخشب المضغوط غير القابل للاحتراق في مختبره المتواضع بعدما ابتكر مكبسا خاصا لصناعة الخشب المضغوط. يقول: "في حال توافر الدعم المادي المطلوب، يمكنني تطوير هذه الوسيلة بغية معالجة الخشب المدعم الذي يستعمل عادة في هياكل المباني في اوروبا واميركا وكندا. كذلك معالجة الكرتون المستعمل في تغليف البضائع، الامر الذي من شأنه ان يساهم في خفض كلفة التأمين على البضائع التي توضّب في مثل هذا النوع من الكرتون. كما يمكن ايضا معالجة الدهان ليصير غير قابل للاشتعال، بالاضافة الى القماش المقوى الذي تصنع منه الخيام، لاسيما تلك المستعملة في موسم الحج".

الجائزة الذهبية

اما الوسائل التي يستخدمها غسان في هذا المجال، فتعتبر "الاكثر اهمية في هذا السياق"، بشهادة احد اساتذته الاميركيين الذي كان يتابع ابحاثه عن كثب: "فالطريقة التقليدية المتبعة كانت تستدعي، فقط، معالجة المنتج بعد تصنيعه عبر طلي سطحه بالمواد التي توفّر اشتعاله. وذلك لأسباب تتعلق بالكلفة الباهظة للمعالجة اثناء التصنيع. وقد اجتزت هذا العائق، كون المادة التي اكتشفتها رخيصة جدا، بالاضافة الى كونها غير مؤذية للانسان او الحيوان او حتى البيئة عموما".

وشارك غسان افيوني في العام ،2000 في معرض للاختراعات نُظم في الولايات المتحدة بغية عرض اكتشافه الفريد هناك. فنال الجائزة الذهبية لـ"افضل منتج آمن" بعدما تبين للخبراء والقائمين على المعرض (الذي يشارك فيه علماء ومخترعون من انحاء المعمورة) ان اكتشافه لا مثيل له في الاسواق العالمية، وانه يفوق بأضعاف ما يستعمل حاليا من وسائل ومواد لتأخير الاشتعال، اضافة الى انه ذو تقنية عالية جدا من حيث جودته وكلفته المتدنية.



افكار ابداعية للمستقبل

ولأفيوني كذلك افكار اخرى مختلفة عن اكتشافه الآنف الذكر، وذلك في مجال معالجة الطاقة الشمسية. اذ يعكف حاليا على اجراء دراسات لاستنباط بطارية تعمل بواسطة الخلايا الحية. وتنطلق هذه النظرية من وجود خلايا تموت وتتوالد كخلايا الانسان تماما، وهي تولّد الكهرباء بحركتها الدائمة، في حين يتم قياس "الفولتاج" تبعا لتحديد سرعة موت الخلايا ونموها من جديد. ويمكن ايضا تعديل طاقتها بين 12 و200 فولت، ليتسنى بذلك صنع بطارية لا ينتهي مفعولها. افكار غسان الابداعية لا تنتهي، كذلك طموحه اللامحدود. اما احلامه الطفولية فما زالت هي هي حتى اليوم: "اريد ان اترك اثرا لي، او بصمة خاصة، في هذا العالم. فانا لا احب ان اكون مجرد رقم عادي، او رأساً ضمن "قطيع" من البشر".

عن جريدة النهار

الاحد 9 حزيران 2002
رد مع اقتباس