أخي و أستاذي
عظم الله أجركم في فقيدكم و أحسن عزاؤكم وغفر لميتكم.
لا أعرف كيف أضيف ،مبارك أن تم اختياركم لتكونوا "العضو المميز لشهر مارس" و مبارك للأخ عادل الثبيتي.
أخي لقد شرحت صدري بردك الذي يزيدني فخراً و عزاً. أنا لم أشك يوماً في كرم ونبل أخلاقك، و رغم كل ما حدث أنا لم أشك لحظة في فهمك لي إذ أعلم كل ذلك على الأقل منذ أكثر من عشر سنين في حفلة الوداع التي أقمناها لقسم الرياضيات و أنا طالبة و عندما عرضت ذلك الموضوع عن الرياضيات و الحضارة ، ذلك حين شعرت أنك الوحيد الذي فهمت ما قصدته من ذلك الموضوع. كما كنت أنت الوحيد الذي هب لنجدتي لحل مشكلتي آنذاك .
أخي أنا مدينة لك باعتذار و لأزيد الأمور توضيحاً،
عندما أضفت مشاركتي الأولى (ضمن الموضوع: المتفيزق يسأل سؤالين يؤسس بهما لمشاركتين) كنت أحاول أن أرد بعض جميلك! لقد كنت أعلم أن لها طابع قاسياً، لا أنكر أنني تعمدت ذلك، و لكن السبب لم يكن ما فهمته، ما حدث أنني عندما شاهدت نبرة اليأس عندك بعد المؤتمر، قلت لا بد أن تكون مجرد لحظة ضعف، و لكنني بعدما لاحظت انشغالك الذي رأيته –عفواً- زائداً بالمنتدى تخيلت أنك تهرب إليه من الواقع الذي شكوت منه، و عفواً مرة أخري تخيلت أنك يجب أن تنتبه لهذا و أن السبيل الوحيد لذلك هو أن أبعث بمشاركة تهزك بعض الشيء. هذا ما جادت به قريحتي، فاعذر بلاهتي و سامحني، و اعتذر لأختي أم هيثم و أرجو منها أن تسامحني.
و صدقوني أنا لم أتوقع أن يكون لها هذا الصدى العنيف، ذلك لأني توقعت منك أن تعرفني، توقعت مثلا أن تقول لي "لقد عرفناك يا سودة" !!!!! و توقعت بعد ذلك أن تفهمني. و أن تفهم ما قصدته، لا أعرف لماذا تحدث هذه الفجوة دائماً بين ما أقصده من كلامي و بين ما يتم فهمه، أعلم أن هذه مشكلتي و عليه فإن سبب سوء الظن الذي حدث يرجع إلي. فأنا فعلاً آسفة و أرجو أن تقبلوا اعتذاري.
أما بالنسبة لقدراتي فأؤكد لك بوجود بعض المشاكل عندي، و هذا كان يسبب لي الكثير من المشاكل قبل أن أتخصص في الرياضيات، إذ ساعدتني الرياضيات في ستر بعض تلك المشاكل ، التي أحاول دائماً الالتفاف عليها بكل السبل أو أختار طريقاً أتجنبها فيه.
أما أن أكون مثالا يحتذي فذنوبي أكثر من أن تحصى، و لكني لا أجحد نعمة ربي ، فلقد كنت في فترة الثانوية العامة تائهة بلا هدف و لكنها آية استوقفتني في كتاب الله الكريم جعلتني أراجع كل حساباتي، و أصلح ما يمكن إصلاحه و أمضي في سبيلي، فأصبت في أشياء و أخطأت في أخرى
"مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ "
أخي أنك لن تكون بإذن الله ممن " يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا " بل ستكون بإذن الله و أدعو الله أن تكون ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "أفضل الناس كل مخموم القلب ، صدوق اللسان . قالوا: صدوق اللسان نعرفه ؛ فما مخموم القلب ؟ قال: التقي النقي ؛ لا إثم فيه ، ولا بغي ، ولا غل ، ولا حسد . " و إذا كان مثلك أخي فما حاجتي بعد.
أخي أنني أنتظر انتهائك من الكتاب تحكيمه و نشره بفارغ الصبر ، و ليوفقك الله في أبحاثك التي ستكون بإذن الله متميزة.
كل التحية لك و لأختي أم هيثم
و أكرر اعتذاري
و جزاكم الله خير الجزاء
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.