هل معنى هذا أنك عندما شجعتني على التسجيل لرسالة الدكتوراه كنت تقنعني بكلام أنت لست مقتنع فيه،
أما بالنسبة للهندسة فلا أدري كل ما يمكنني قوله هو أنني أعرف شخصا متخصص في الهندسة الميكانيكية من جامعة محترمه و له أبحاث محترمة، و عندما سألته عن مجال أبحاثه وجدتها مطابقة لمجال أبحاثكم. ألا يدل هذا على شيء.
أما قولك " شو يعني أستاذ مشارك شو يعني بروف" إنها بالنسبة لى مثلاً لا تعني شيئاً، عندما درست الماجستير كنت ألاحظ اغترار المحاضرين هناك بدرجاتهم العلمية مقارنة بجامعتنا، و لكن هذا لم يقتل في قناعاتي بأنهم في تدريسهم يفتقدون للكثير من المعاني التي يجب أن تزخر بها موادهم و هذا ما ربيتمونا عليه في مرحلة البكالوريوس، و كنت أعتد وأفخر بذلك، و قد لاحظوا هم ذلك، لن أطيل، و لكنني دائماً أتساءل هل يمكن أن يستوي الأمران عندما نتحدث عن البحث العلمي، الإجابة يجب أن تكون كلا! هذا ما يجب عليك إثباته،
مرة أخرى يجب أن تكون الإجابة كلا لأن العلماء المعتبرين كلهم كانوا يقدرون هذه القيمة في العلم، و هذه كانت
أهم سماتهم،
الدرجات العلمية ليست هي المهمة و لكن العلم في حد ذاته مطلب يستحق الاحترام، لأنه يوسع أفقنا و لأنه يدعو إلى خشية الله و لأنه العلم و كفى.
هل ترى أن المنطق الكبير في العلوم يؤدي إلى المجاهل، بالطبع كلا و هذا موضوع أتمنى أن نناقشه من خلال موضوعك عن آيات الله، أقول كلا ليس لأن منطق العلم يؤدي إلى المجاهل و إنما الاغترار بمنطق العلم و الكبر و بطر الحق هو من يؤدي إلى المجاهل، و أنت بإذن الله معافى من هذا، يجب أن نثبت أن إسلامنا لا يحبطنا عن البحث و إنما يهيئ لنا جواً أفضل للبحث و يعطينا المبادئ الثابتة الراسخة للصورة التي يجب أن يكون عليها العلم، هذا لا يعني بالضرورة أن نهمل الجانب الديني من حياتنا أو أي شيء أخر،
أما هذا الجانب السيء الذي أراه لبعض مشرفينا فيجب أن نتخلص من التبعية له ، لأنه ببساطة خطأ، و لأنك لن تجد ذاتك في فلك المشرف.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما العلم بالتعلم ، والحلم بالتحلم ، ومن يتحر الخير يعطه ، ومن يتوق الشر يوقه.
ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك ، فإذا تواضع قيل للملك: ارفع حكمته ، وإذا تكبر قيل للملك: ضع حكمته