ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - علماء العرب والمسلمين , في قنبلة المواضيع لأخو عياش "متعوب عليه يستحق القراءة "
عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 12-04-2007, 05:12
الصورة الرمزية البالود
البالود
غير متواجد
المراقب العام
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 8,801
افتراضي رد: علماء العرب والمسلمين , في قنبلة المواضيع لأخو عياش "متعوب عليه يستحق القراءة "

الاختراع الثاني : التخدير :

و مقدمة الكلام عن هذا الاختراع أيضا محذوفة من النسخة التي عندي و لعل الله تعالى ييسر لي الحصول عليها و الله المستعان


وفى هذه اللحظة اتجه الأطباء المسلمون إلى طب الأعشاب للتخدير... فتوصلوا إلى ما سموه (المرقد) أي الدواء الذي يجعل المريض ينام ويرقد " Sleepener وهو كما وصفه ابن سينا عبارة عن اسفنجة تنقع في محلول من الأعشاب المركبة (مثل القنب العربي والزؤبان- والخشخاش وست الحسن) ثم تترك لتجف وقبل العملية توضع الإسفنجة في فم المريض فإذا امتصت الأغشية المخاطية تلك العصارة استسلم المريض لرقاد عميق لا يشعر معه بألم الجراحة وفى شرح هذا التأثير يقول ابن سينا في كتابه القانون "والتخدير يزيل الوجع لأنه يذهب بحس الجسم وإنما يذهب بحسه لأحد سببين إما بفرط التبريد وإما بسميه مضادة لقوة الجسم وقد يكون التخدير بالنوم فإن النوم أحد أسباب سكون الوجع ".

ولم يقتصر استعمال أطباء المسلمين للتخدير على طريقة الإسفنجة وحدهـا بل كانوا يستعملونه لبوساً من الشرج أو شراباً من الفم.. وفي ذلك يقول، الرازي في كتابه الحاوي (جـ 31 ص 643) عن البنج أنه:

"إن جعل في المقعدة فتيلة أنامت وقد يعمل منه شراب يبطل الحس "ويصف الرازي مدة التخدير فيقول "إنه يسبت ويبقي سباته ثلاث أو أربع ساعات لا يحس بشيء ولا يعقل " كذلك عرف المسلمون التخدير بالاستنشاق وهو ما جاء ذكره كثيراً في قصصهم مثل ألف ليلة وليلة"، وفي ذلك يقول ابن سينا عن البنج :"من استنشق رائحته عرض له سبات عميق من ساعته ".

وقد ابتكر المسلمون نوعاً آخر من الإسفنجة هو الإسفنجة المنبهة المشبعة بالخل لإزالة تأثير المخدر وإفاقة المريض بعد الجراحة.

والى جانب التخدير العام فقد برع المسلمون في التخدير الموضعي وخاصة في حالة آلام الأسنان والأذن والرأس وفي ذلك يقول ابن البيطار عن البنج "يدهن به الصدغان فيجلب النوم المعتدل وينفع في وجع الأذن قطوراً" فكانوا يصنعون منه دخاناً يسلطونه خلال أنبوبة فوق الأضراس لتخديرها وإزالة الألم قبل الجراحة.

التخدير بالتبريد:
يقول ابن سينا في كتابه القانون "ومن جملة ما يخدر الماء المبرد بالثلج تبريداً بالغاً)) ويصف استعمال التبريد كمخدر موضعي كما في جراحة الأسنان فيقول "يؤخذ الماء بالثلج أخذاً بعد أخذ حتى يخدر السن فيسكن الوجع وإن كان ربما زاد في الابتداء". ثم يتحدث عن التبريد كمخدر قبل عمليات البتر وتعتبر هذه أول إشارة في تاريخ العلم إلى التخدير بالتبريد وقد أصبح هذا العلم اليوم من أهم عناصر الجراحة الكبيرة في عصرنا الحديث واستعمل خاصة في العمليات الصعبة مثل عمليات (القلب المفتوح) واستئصال الرئة وزرع الكلى.

وهكذا يعتبر اكتشاف التخدير الخطوة الأولى في تقدم علم الجراحة عند المسلمين وفي أوربا فيما بعد.

وقد أقر للمسلمين بالسبق في ميدان التخدير والفضل في نقله إلى أوروبا الكثير من المستشرقين وفي ذلك تقول سبجريد هونكة (ص 279): "وللعرب علي الطب فضل آخر كبير في غاية الأهمية، ونعني به استخدام المرقد (أي المخدر) العام قبل العمليات الجراحية،والتخدير العربي يختلف كل الاختلاف عن المشروبات المسكرة التي كان الهنود واليونان والرومان يجبرون مرضاهم على تناولها قبل الجراحة" ثم تقول "وينسب هذا الكشف العلمي مرة أخرى إلى طبيب إيطالي في حين أن الحقيقة تقول والتاريخ يشهد أن فن الإسفنجة المرقدة عربي بحت لم يعرف من قبلهم "، ويقول (جوستاف لوبون) في كتابه حضارة العرب ص 523.
"ومن فضل العرب استعمالهم البنج (المرقد) الذي ظن أنه من مبتكرات العصر الحاضر. "


يتبع ...
__________________
نحن قوم إذا ضاقت بنا الدنيا
اتسعت لنا السماء

فكيف نيأس ؟!!
رد مع اقتباس