
13-04-2007, 18:20
|
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2006
المشاركات: 669
|
|
رد: الــــحـــ ـــ ــــلم العربي
وأحب في هذا المجال أن أضيف سبباً هاماً وخطيراً للضرورة التي يفرضها علينا المستقبل ألا وهو نفاذ النفط خلال العشرين سنة القادمة أو يزيد
فالبرنامج النووي الإيراني بالرغم من اثارته لردود فعل تزداد حرارتها في المجتمع الدولي ولا سيما لدى الدول الغربية الكبرى , وهي ردود فعل تفسح المجال أمام مشهد دبلوماسي متأرجح , حيث تؤكد إيران رسمياً أن هدفها تطوير طاقة نووية مدنية بهدف ضمان استقلالها على صعيد الطاقة في آفاق ما بعد النفط ( وهي الدولة النفطية الهامة ) , لكن بوصفها من الموقعين على معاهدة عدم الإنتشار النووي ( حيث وقعت إيران على المعاهدة في العام 1970 لكنها لم تصادق عليها ) , فهل لها الحق في امتلاك الطاقة النووية ؟ والجواب على ذلك بالإيجاب , لأن المعاهدة صممت كيلا تحمل الإجحاف بحق بحوث استثمار الطاقة النووية السلمية في المادة الرابعة منها , ونحن نعرف أنه على صعيد الطاقة النووية المدنية كانت فرنسا هي الرائدة في هذا المجال للإستغناء عن النفط والولايات المتحدة تحذو حذوها حيال نفاذ النفط أيضاً ويتبعهم تدريجياً أغلبية دول أوربا حيال الإحتياجات المتزايدة للطاقة , ذلك هو السبب الذي جعل الرئيس الإيراني أحمدي نجاد ينطلق بقوة لا تلين مدعوماً بقسم من المجتمع الدولي , وهو يطلب بأعلى صوته بأن لبلده الحق في تطوير الطاقة النووية المدنية محاولة منه لتجنيب بلاده مواجهة العوز الهائل لمصادر الطاقة عند بدء نفاذ النفط , والآثار المترتبة على ذلك والتي ستضع إيران تحت تبعية الغرب والرضوخ لمتطلباته التي لا تخفى طبيعتها على أحد وذلك عند سعي إيران لإستيراد هذه البدائل والتي ستكون حكماً ضمن شروط قاسية وأثمان باهظة ستنعكس سلباً بكل تأكيد على النمو الإقتصادي والمستوى المعيشي للبلاد ولأجيال كثيرة قادمة .
جزء من مقال مترجم عن مجلة الدفاع الوطني DEFENSE NATIONALE الفرنسية , تموز 2006 . تأليف : جيرار إيفو
طبعاً المقال يتناول أيضاً الجانب العسكري للأهداف الإيرانية من وراء إمتلاكها للطاقة النووية لتكون عصية على أي محاولة تهدف للمساس بأمنها القومي واستقلالها عن طريق توازن الرعب أو الردع النووي , وليكون لها دوراً اقليمياً أساسياً في المنطقة أيضاً .
فبعد كل ذلك فهل يبقى عذر لكل نائم ومتغاضٍ من أدعياء تجنب المواجهة مع الغرب وعلى رأسه أمريكا , يا إخوان على الأقل إن لم يكن من أجلنا الآن فليكن من أجل أبناءنا والأجيال القادمة من بعدنا والتي والله ستذوق الأمرين من هول المعاناة والعوز وقسوة تحكم الغرب برقابهم وأرزاقهم , وكونوا على ثقة إخواني وأخواتي فإن هذه الأجيال سوف لن تغفر لنا تفريطنا بالمسؤولية تجاههم واكتفاؤنا فقط بأن نكون شهوداً على العصر لا فاعلين فيه .
وأنا إخواني الأفاضل لا أخفيكم سراً أنني أعول كثيراً على توجهات دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية حماها المولى عز وجل والجهود المباركة التي تقدمها في مجال امتلاك التكنولوجيا واستثمار الطاقة النووية السلمية والذي طرح في قمة دول المجلس مؤخراً وانشاء الله تتكلل هذه الجهود بالتوفيق والنجاح نظراً للدبلوماسية الناجحة دائماً التي تقودها المملكة العربية السعودية والتي يشهد لها القاصي والداني .
|