تـــــــــــ المقال ــــــــــابع
لقد تم استدعاؤه، ووجهت إليه تهمة التحريض، والدعوة للتمرد، وتهديد الأمن والاستقرار. كما تم تفتيش بيته تفتيشا دقيقا، للبحث عن قيثارته، وتفريغها من كل (أنات الجوى)، وصدر أمر بتحطيمها، إذا اقتضت (المصلحة العامة). إضافة إلى ذلك، تم تحويله إلى (محقق) مختص، لمعرفة مستوى، ونوعية الكبت الذي لديه، وقياس الدرجة التي وصل إليها الكبت عنده، ومدى الخطورة التي يشكلها على النظام الاجتماعي، والمؤسسات المدنية. أيضا، وبسبب أن داء (الأصولية والتطرف) قد استشرى، وصار يهدد (المجتمع المدني) والمؤسسات الثقافية، والسياحة، والفلكلور، فقد كان هناك تأكيد شديد. لمعرفة ما إذا كان لهذا الكبت، أي طبيعة دينية.
يا الله.. وصل الأمر إلى هذا الحد... إلى محاكمة النوايا، لماذا لا تكتب عن هذه القضية. إنها جديرة بالمناقشة؟
- (.....)
حاول يا أخي... لا تيئس.
- (قيثارتي ملئت بأنات الجوى...) ماذا تقصد؟
- كنت قد سألتك في البداية هل تفهم شيئا في التأويل، وقلت لي: هذا كثير.. يجب أن لا يصل الأمر إلى محاكمة النوايا.
أنا لا أقصد شيئا. فطبخ زوجة صاحبي لذيذ، وكذلك طبخ زوجتي، وأؤمن أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، كما أن قيثارتي ملأى بأنات الجوى وليس من حق أحد أن يطالبني، أن أحدد له نوع أنات الجوى التي تمتلئ بها (قيثارتي)
* البوح الأخير
* تبقى الكتابة هما شائكا... إذا كنت مهموما... ماذا تكتب؟ وإذا كنت محزونا... ماذا تكتب؟ لن تكتب إذا كنت مسرورا... لأنك ببساطة، لن تكون.
كيف نبث أوجاعنا... ولمن نبثها..؟ للأعمدة التي تظل طول الليل منتصبة، تحدق في الظلمة، بأنوارها الخابية..!
لمن نبثها.. إذا لم يكن هناك أحد يسمعنا، فضلا عن أن ينظر إلينا..!
للفراغ الذي يتوسع على حساب همومنا الممتدة بلا نهاية..؟
للقلق الذي يتضخم في أنفسنا، التي تبحث في سراديب الأسئلة؟
لمن يجب أن نصغي.. للقلب أم للعقل..؟ ما الفرق بينهما..؟
من الذي سيقودنا للسكينة والطمأنينة منهما..؟
إذا كان القلب موجوعا، كيف يهتدي العقل..؟ إذا كان العقل مشتتا. كيف يرتاح القلب؟
مأساتنا أننا نعيش المثالي بكل (طوباويته)...
وفي المساء حينما يغفو كل شيء، بما في ذلك حلمنا المثالي، يبقى شيء واحد فقط..، مستيقظا..
واقعنا الموحش..
هل ترين التناقض..؟ الذي نريده أن يغفو هو الذي يبقى مستيقظا..
والذي نريد أن نعيشه يبقى حلما..
ربانة بأعطر التحايا تحييكم