أيها الإخوة ... لا ينفك أحد الاثنين عن الاخر...وإن كان العلم هو الأصل ...
يجب أن يكون المعلم مليان علم وكمان يجب ان يكون على قدر من الإلمام باصول التربية وليست العبرة بأن يعامل الطلاب كأب أو كأم ...الذي أراه أنه يجب أن يجد طريقة لكي يفهم الطلاب كأن يضرب أمثلة توضيحية كثيرة من الواقع وأن يكون ذا فطرة سليمة لأنه إذ ذاك سينظر إلى نفسه ... ماذا لو كنت أنا كيف سأفهم الموضوع؟ ومن هنا يستطيع أن يدخل إلى الاخرين ...
لن يستطيع فاقد الشيء أن يعطي شيئا حتى لو كان معه دكتوراة في التربية وعلم النفس ... أما إن كان لديه العلم فإنه يجب ان يجد طريقة لإيصاله ...وإلا حكمت عليه بأنه لخمة ولا يستطيع أن يدبر نفسه ... أنا أزعم أن كل معلم ملم بمادته بشكل جيد يستطيع أن يجد ألف طريقة ليوصل المعلومة...
سأعطي مثالا صغيرا...
أنت تشرح الجهد الكهربي للطلاب ... تقول إن الجهد هو الشغل لكل كولوم من المالانهاية إلى تلك النقطة وتريد أن تحسب الجهد لقشرة كروية مشحونة في داخلها ...
الطلاب يعتقدون ان كون المجال بالداخل صفرا يعني الجهد بالداخل صفر ... حاولت ان تقنعهم بأن الامر من مالانهاية حتى تلك النقطة لكنهم لا يستوعبون ...
لديك بعض الامثلة الجميلة ...
قد أقول لهم ... عندما تتحرك داخل منزلك في يوم عاصف ...هل تحس بالبرد أو بالرياح؟ طبعا لا ... طيب هب أنك كنت في الخارج وأتيت إلى البيت ودخلته ... هل أحسست بالعواصف وجاهدتها وبذلت شغلا كي تتغلب عليها ؟ طبعا حصل ذلك ... يعني هناك مرحلتان ...مرحلة ما قبل وصول الباب ومابعد الباب .. ما قبل الوصول جهاد ومكابدة ... وما بعد الباب لا تعب ... والمجموع : التعب قبل الوصول ...وهذا ما يكون في القشرة الكروية ... الشغل مبذول من المالانهاية إلى ماقبل الولوج إلى الكرة أما بعد وصولها فالامر منته ولا تعب ولا شغل ... والنتيجة الشغل المبذول هو الشغل الخارجي فقط...
ومثال أخر ... انت في هذه الحياة الدنيا تعتورك الشهوات والرغائب ووسوسة الشيطان... أنت تجاهد وتتعب في هذه الدنيا ...فإن انت كنت من الفائزين بالجنة ... ففي الجنة لا نصب ولا تعب ... لكن المحصلة انك تعبت قبل ولوجك إلى الجنة ... وإلا لو قلنا أن الجهد المبذول صفر لأن الجنة ليس فيه تعب إذن لدخلها الكافر دون عمل !!!
وغير هذا كثير ...
أفهمت ماذا أقصد بأن يكون المعلم ذا فطرة سليمة ؟
كل التحية