وفي كثير من البيوتات تقوم الخادمه بتدليك سيدتها وتقوم السيده بتدليك زوجها وتتبادل الخادمه مع البنات الصغار التدليك بالتناوب ان التدليك لايستخدم فقط لإعطاء نوع من الإسترخاء للمرء في جو مكه ولكنه يستخدم في علاج ألام الأعضاء أو على الأقل مسكنا للألم ولقد شاهدت أن هذا النوع من المساج قد خفف ولعده ساعات بعض الآلام الناجمه عن مرض عنيف بالأسنان
المصدر
ك سنوك هورخورنيه – صفحات من تاريخ مكة المكرمة - دارة الملك عبدالعزيز – طبعة المئويه - الرياض
يتبع رحلة الى دار البيت العتيق ....
الجاليه الجاويه في مكه المكرمه
لقد أفرد هروخرونيه جل فصول كتابه عن مكه في الحديث عن الحجاج الجاوه وعاداتهم وتقاليدهم وتاريخ وصولهم لمكه المكرمه نظرا لكونه هولنديا وكون بلاد جاوه في ذلك الوقت مستعمره هولنديه وإليكم مقتطفات مما ذكر عن الجاوه في مكه المكرمه
يندرج تحت إسم الجاوي في مكه كل الشعوب التي تنتمي للسلاله الملاويه في اوسع صورها شامله البلاد الممتده من سيام (تايلند) إلى ملقا وغينيا الجديده. ويقسم الحجاج الجاوه لجماعات مختلفه حسب مناطقهم يبدون تواضعا جما يؤدي لسوء فهمهم وهم فهم يسلمون أمرهم كليه للمطوفين ولسان حالهم يقول أليس هؤلاء المطوفون هم شيوخ البلد المقدس الذي تهفو له الأسماع ولا يتردد بعض الحكام الجاويين وابناء الأمراء أن يقبلوا ايادي أي خادم عربي إحتراما للبلد الطاهر ولكنهم سرعان مايقلعون عن تلك العاده المضره بسمعتهم الوطنيه بعد الإستقرار لفتره بمكه.
ويقسم الجاوه بحسب الولايات القادمين منها وبحسب لهجاتهم الخاصه فالقادمين من بتافيا يسمون بتاويين أما سكان غرب جاوه قبسمون بالسوندا وسكان جزيره جاوه الأصليه يسمون مريكي وتصحف بعض الأسماء الجغرافيه فأتشه تصبح أشي وبادانج تصبح فادن ولمبونج تصبح لمفون ودلي تصبح دلّي ولنجكات تصبح لنكات وبالمبانج تصبح فلمبان ومينانج كابو تصبح منكابو ويعرف أحيانا الفرد بإسم مقاطعته فيقال جاوي فونتيانا (من بونتياك) وجاوي سامباس أو جاوي ماراتوقا (مارتابورا) ومن جزيره بونيو جاوي ماندورا ، جاوي باويان ، جاوي سمباوا ، جاوي ميكاسارا أما البوغنيز فيطلق عليهم بوقس. أما من إستقر منهم بمكه فيتحول إسم منطقته للقب مثل عبدالقادر كرنجي (كرنتجي) وحسن لمفون (من لامبونج) وأحمد بنتن وهلم جرا
وقد درج الحجاج الجاوه على تغيير أسماءهم بصفه شيه رسميه إما لصعوبه نطقها أولأن لها معاني غير محببه بالعربيه وقد يتم ذلك في المناسبات كالزواج أو الرغبه في الحصول على وظيفه وكان يتولى ذلك مفتي الشافعيه لقاء مبلغ من المال وكان لديه أوراق مطبوعه لهذا الغرض ويتم إختيار الإسم على ذوق الفرد وغالبا ما يكون إسما تقليديا مثل محمد أو حسن أو أبوبكر وإن كان لدى الجاوى ولع خاص بأسماء رجال العلم المسلمين مثل الشافعي والرفاعي والنووي والسنوسي والغزالي والشربيني وغيره
ويمثل السكان القادمين من بونتياناك بورنيو وصفا فريد بين عناصر الجاوى في مكه فمعظم هؤلاء هم أقارب وأصدقاء السلطان في تلك المنطقه ولقد حج هذا السلطان إلى مكه منذ بضع سنين حيث أوقف عددا من البيوت في المدينه المقدسه وهو يرسل سنويا المبالغ اللازمه لصيانتها والتي يحتاج لها القاطنون من حجاج الجاوى ويبدوا على هؤلاء الملامح العربيه لأنهم ينحدرون من أصول عربيه غير أن لغتهم ليست العربيه وينطبق عليهم المثل العربي (إن الإنسان يرث ثلث ملامحه من خاله) وهؤلاء معروفون بصراحتهم وتواضعهم وبسلوكهم الذي ينم عن إحترامهم لأنفسهم فهم لايسمحون لأي عربي أن يهينهم ويخضع سكان بونتياناك في مكه لنفوذ عائله الزواوي
ويعتز الآتشيين بمكه المكرمه (وينسبون لمنطقه أتشيه شمال سومطره والآتشيين أحد شعوب إندونوسيا العريقه ويتكلمون لغه خاصه بهم تدعى الآشيه) كثيرا وبدرجه تثير الحقد في الأوساط العربيه بأن بلادهم هي أحد مراكز الحضاره الإسلاميه الكبيره ، كما إنهم من الشعوب المقاومه لللإستعمار بمساعده الدعاه العرب القرشيين ببساله ووصف الكاتب ذلك ببعض التفصيل.
كما تتطرق لوجود الساده والأشراف وبيت الشيبي في أرخبيل الملايو وبين انهم يحلون ضيوفا على الأمراء هناك كدعاه وأن الحكومه الهولنديه بانت تراقبهم وتعرقل وجودهم خوفا من أن يساعدوا أهل البلاد من أن يثوروا ويقوموا بحركات دينيه سياسيه بعكس الحضارمه الأقل خطرا وهكذا يبين الكاتب ك.سنوك هورخرونيه صوره أخرى من بساله القرشيين أهل مكه (ومن غير قصد فهو يراهم خطرا على الإستعمار الهولندي) وهجرتهم لأصقاع الأرض لنشر العلم والدعوه حتى في أخر بلاد الأرض وأبعدها عن مكه فطوبى لهم ولأهل مكه الحبيبه.
المصدر
ك سنوك هورخورنيه – صفحات من تاريخ مكة المكرمة - دارة الملك عبدالعزيز – طبعة المئويه – الرياض ص541-634
يتبع .....