
29-04-2007, 20:59
|
|
|
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 12,853
|
|
رد: الجاذبية، بكل بساطة....
وحوش الجاذبية:
عندما يموت النجم، فإنه يتحول الى وحش هائل ذي قدرة كبيرة على الجذب. وبالطبع تنتهي حياة النجم في العادة بواحدة من ثلاث صور: قزم ابيض، أو نجم نيوتروني، أو ثقف اسود.
وتشترك هذه الاجرام في شيء واحد يتمثل تعرضها أصلا الى انهيار “جذبوي” فالمعروف ان النجم النشط المشع، ليس الا كرة غازية هائلة متوازنة، بمعنى ان الحرارة والاشعاعات المنبعثة منها تقذف الغاز نحو الخارج، في حين تعمل قوة الجاذبية في الاتجاه المعاكس، حيث تسحب المادة الصلبة نحو المركز وعندما يستنفد النجم كل وقوده، لا يبقى شيء يمنعه من الانهيار محدثا في حيز الفضاء/الزمن فراغا يتزايد مع ازدياد كثافة النجم وعند ذلك يتحول النجم الى وحش هادئ ويتخذ صورة من الصور الثلاث المذكورة آنفا ولكن يعتمد التحول على كتلة النجم الأصلية.
فالنجوم التي تقل كتلتها عن كتلة الشمس ب 4.1 مرة، فإنها تتحول الى قزم ابيض ويعني ذلك توقف عملية التقلص. فعندما يصبح حجم النجم مقسوما على مليون فإن قطعة صغيرة تعادل حجم كشتبان الخياطة من مادة النجم تزن اكثر من 4000 طن!
أما اذا كانت كتلة النجم محصورة بين 4.1 و3 مرات من كتلة الشمس، فذلك يعني ان هذا النجم سيستمر في التقلص الى ان يصبح قطره لا يزيد على بضع عشرات من الكيلو مترات وفي هذه الحالة يكون وزن قطعة الكشتبان السابقة قد أصبح يزيد على مليار طن لأن النجم قد تحول الى نجم نيوتروني.
والحالة الثالثة لهذا التحول المهول تتجسد في وضعية النجم عندما تكون كتلته الاصلية أعلى من كتلة الشمس بثلاث مرات، وفي هذه الحالة، لا شيء يمكن ان يوقف الجاذبية من ضغط النجم الى درجة لا يمكن وضعها أو تخيلها. وهنا يتوقف العلم عن وصف الحالة التي نحن بصددها ولا يجد العلماء سوى تعبيرات جميلة ومثيرة احيانا للتعبير عن عجزهم ويتمثل ذلك في تعبير الثقب الأسود حيث تبلغ كثافة المادة في هذا النجم حدا يصبح معها وزن بضع سنتيمترات مكعبة منها يساوي مئات المليارات من الاطنان. وهنا يظهر في حيز الفضاء والزمن ما يمكن ان يتخيله الفيزيائيون على هيئة ثقب عظيم يسحب كل ما يمكن ان يمر بجواره حتى ولو كان الضوء، ومن هنا جاءت تسمية هذا الجرم العظيم.
لقاء الثقبين:
والآن ماذا لو التقى ثقب أسود مع مثيل له؟! فما الذي يمكن ان يحدث؟ يقول العلماء ان الثقبين سيبعثان بموجات تسمى بالموجات الجذبوية التي تعمل على احداث اهتزاز في حيز الفضاء الزمن. والواقع ان هذه الموجات اللامرئية ولدت من بنات افكار اينشتاين كنتيجة من نتائج نظرية (النسبية العامة). ومن هذا المنطلق لا توجد هذه الموجات الا ضمن المعادلات الفيزيائية من الناحية النظرية، اما العلماء الذين يعملون على كشف اسرار هذه الموجات في مرصد (فيرجو) الموجود في قلب منطقة التوسكان الايطالية فيرون غير ذلك!
ويحاول الفيزيائيون التقاط الموجات الجذبوية المنبعثة من نجمين يدور احدهما حول الآخر وينتهي الأمر بهما بالتصادم. ويحدث هذا الأمر مرات عدة داخل مجرة درب التبانة على مدار السنة. ومهما قال العلماء عن الموجات الجذبوية، فإن الأمر المؤكد انه اذا ثبت وجود هذه الموجات، فسيكون ذلك انتصارا لأينشتاين ولنظريته النسبية العامة. ويتوقع الباحثون التقاط موجات منبعثة عن اجسام مجهولة لا يصدر عنها الضوء وربما تتحرك بسرعات تفوق سرعة الضوء. ويؤكد العلماء ان المرصد (فيرجو) سيفتح لهم نوافذ عدة على الكون الرحب.
ترجمة: محمد هاني عطوي
|