ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - ما جاني أمر
الموضوع: ما جاني أمر
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-05-2007, 07:57
الصورة الرمزية ربانة
ربانة
غير متواجد
مشرفة أقسام المنتديات الخاصة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 4,993
افتراضي رد: ما جاني أمر

عويل الجرح يزداد ..

حرارة المكان تزداد ، و الأجساد تتململ .. معاطف تخلع ، و أعناق تشرئب ..

الإمام كان ما يزال مستغرقا في الخف .. يتنقل بين ظاهر الحذاء و باطنه ..

التفت .. التقطت عينه مشهد (الأحذية) السوداء اللامعة متناثرة عند الباب الخلفي ..

و الإمام مازال في (الخف) ..!

لون الأحذية .. داكن أيضا ..

صك ما بين أسنانه ، و كتم نفسا حارا ارتفع منه صدره :

سوف يذكر (مأساتهم) في الخطبة الثانية ..

الحدث هائل .. لا بد أن يشير إليه ..

في الاستراحة بين الخطبتين ، أطال الإمام التأمل في الحضور ، و بدا أكثر إصرارا على( استثارة) الحاضرين ، بتلمس (معاناتهم) .. مثلما (فعل) في الخطبة الأولى .. ! يوم كانت الأجساد تتململ ، و الأعناق تشرئب .. و الملابس الداكنة تحكم الخناق عليها ..

و الإمام يمعن (.... ) ..!

و كلام كثير (يثير) حفيظة الصرخة المخنوقة ..

لم يلاحظ الإمام الملابس الداكنة ، و لم يفتقد هواء ديسمبر البارد .. كان ملتحفا بعباءته الصوفية الثقيلة ، و لم يسمع عن أقدام عارية (بيضاء) أكلها الثلج .. تزحف هاربة من شتاء كابل (الأحمر) ..

و كلام يأتي من أعماق قتل (الصقيع) الإحساس فيها ..

كان (غارقا) في الخف .. و في مواصفات الحذاء ، فلم يشعر بشيء ..

الخطبة الثانية .. المسح على الخفين للمسافر ..!

حرارة المكان تزداد ..

و الإمام مازال .. مسترسلا في مسائل الخف ..

و العويل اختنق .. تحت الخفين...

الأحذية السوداء اللامعة تراكمت ..

و أقدام عارية تتهتك ..

و (جورب) الإمام كان سميكا .. متماسكا ..

سيدعو لهم في القنوت .. !

ابتدأ الدعاء .. فأصغى بشدة ..

دعا لولاة الأمور .. و لأئمة المسلمين ..

" اللهم أصلح بطانتهم " ..!

سأل الله الغيث .. و دعى أن يكون على منابت الشجر ..

و بطون الأودية ..

حذر من البدع .. و (موالاة) الكفار ..

ثم حمد الله ..

" على ما أنعم به (علينا ) ، من نعمه الظاهرة و الباطنة " ..

التي (يحسدنا) عليها الكفار ..

ثــم ..

" أقول قولي هذا و أستغفر الله ( لي ) .. و لكم .. "

- أقم الصلاة ..

في الركعة الأولى قرأ :" الذين إن مكناهم في الأرض .. " ..

و في الركعة الثانية : " إنا فتحنا لك فتحا مبينا .." ..

بعد الصلاة نهض .. سار باتجاهه ..

اقترب .. كان ثمة شعرات بيضاء في عارضه نجت من لون الحناء (الأحمر) .. ضحك للمفارقة .. (بيضاء) نجت من (الأحمر) ..!

قال له :

- لم تتحدث عن الغزو ..

- ما جاني (أمر) ..

سحب مكبر الصوت من أمامه .. :

- دعني .. أنا سوف أتكلم ..!

- لا .. ما عندك أمر ..

تجاذب معه السماعة .. أكثر من مرة ..

التفت إلى الصفوف .. كانت طويلة ، و كان ثمة عشرات الأعين تطيل النظر إليه ..

كم ( مخبر) بينهم .. جال هاجس في خاطره ..؟!

يتذكر الآن .. ما كانت أمه تخاف ..

صلصلة الحديد ، و القضبان الرمادية ..

فتنقبض شفتاه على لعاب حامض .. يود لو لفظه ..!

أرخى يده .. غامت الدنيا في عينيه ، و عاد إلى مكانه في الصف ..

و عاد الإمام .. الجمعة التالية ، ليتحدث عن التيمم .. إذا خشي المرء على نفسه البرد ..!

و يدعو : " اللهم أعز الإسلام و المسلمين " .. !

عشرون عاماً و نيف.. مرت ..

أفرط خلالها في حب( أمته) .. و صار الذي خافت منه أمه ..

خطفته (الكتائب) ..

و ظل (الإمام) يحدث الناس في (الشتاء) الطويل .. الطويل ..عن المسح على الخفين ..!

و ثوىهو في (غيبوبة) ..

يحدق في القضبان ، و يدق بابا مصمتا .. يسمع صداه ..

و يخاله .. احتجاج هامات مغموسة في الهوان ..

الإمام (يمعن) .. !

و الأحذية تتراكم ..

اليوم خرج ليصلي الجمعة ..

أمام منصة لعرض الصحف وقف ..

قلّب بعض الصحف و المجلات المصفوفة ..

صور لرجال في (أقفاص) .. و تصريح لـ (شيخ) :

"لا يجوز التعرض للدول و الأشخاص " .. !

و كلمة تتكرر كثيرا :

" غوانتانامو ... يتبع
__________________
https://twitter.com/amani655
رد مع اقتباس