كان الدكتور ميكاو أوسوي مديرا لمدرسة مسيحية للفتيان وقد سأله أحد الطلاب أن يريه بعض عجائب الشفاء باليدين المذكورة في الإنجيل, وعندما لم يستطع أن يفعل شيئا بدأ الدكتور أوسوي بالبحث عن المنبع الأساسي واستمر في الدراسة 15 سنة حتى حصل في ذات يوم على أوراق قديمة مكتوبة بلغة السنسكريت عن هذا العلم ولكنه لم يعرف كيف يستخدم هذه الرموز المرسومة مما حدا به إلى اللجوء إلى الطريقة الفعالة في كل الطرق الروحية وهي الخلوة فسافر ل 21 يوم في خلوة إلى جبل كورياما وفي خلال هذه المدة لم يأكل واكتفى بما نسميه الصيام على الماء وكان يكثر من التفكر والتأمل وفي اليوم الحادي والعشرين حصل على الحقيقة التي كان يريدها وإليكم وصف ذلك من كتاب الحياة مع الريكي للكاتب فرين براون: عند تكاثف الظلام وقبل بزوغ فجر اليوم الحادي والعشرين وبعد انتهاءه من تأمله فتح الدكتور أوسوي عينيه ونظر إلى السماء المظلمة التي لايوجد فيها لاقمر ولا نجوم نظرة حزينة حيث كانت هذه آخر فرصة له للحصول على جواب لكل الأسئلة التي بحث عنها في الأعوام الماضية. وفجأة سطع نور أمام عينيه واقترب منه بشكل سريع حيث لامس شعاع الضوء جبهته مما أدى لفقدانه الوعي. مع بزوغ الفجر عاد الدكتور لوعيه وفتح عينيه ليرى ملايين الفقاعات من كل الألوان تتراقص أمامه ثم ملأ اللون الأحمر كل شئ أمامه للحظات ثم اللون البرتقالي ثم الأصفر فالأخضر فالسماوي فالوردي ثم عندما اختفى آخر لون امتلأت كل السماء باللون الأبيض وظهرت فيها رموز بلون ذهبي باللغة السنسكريتية بشكل متتابع ومع ظهور كل رمز كان يظهر في عقله ادراك كيف يمكن استعماله. ثم نام الدكتور أوسوي وبعد استيقاظه بدأ بتذكر ماحصل فتذكر بشكل مفصل كل الرموز ومعانيها وكأنها مطبوعة في ذهنه.
عاد الدكتور بعد خلوته إلى ديره وبدأ ينشر هذا العلم في كل القرى اليابانية وازداد عدد طلابه وعند وفاته سلم القيادة الروحية لطريقته لضابط الجيش المتقاعد (تشوجيرو خياشي)
لم يترك الدكتور أوسوي نصائح كثيرة ماعدا المبادئ الخمسة الأساسية لممارسي الريكي وأنه على المعالج أن يشرح لمن يعالجه ماهي الريكي وأن يكون عند المتلقي وعي وتقبل لهذه الطاقة واستعداد لشكر الله على هذه المساعدة، وأن وعي المتلقي يجب أن يكون تربة خصبة للتغيير الذي ستحدثه هذه الطاقة لتسريع النمو الروحي بعد العلاج.
لم يغير الضابط خياشي أي شئ من مبادئ الريكي التي حصل عليها من معلمه وإنما حاول تنظيم طرق المعالجة وتصنيفها في مستوصفه الذي افتتحه للعلاج بالريكي في طوكيو حيث كان لديه عشرون معالجا يقوم كل اثنان منهما بجلسة علاج لكل مريض من السابعة صباحا وكان المريض يمر بعدة جلسات كل يوم وليلة ثم يقوم المعالجين بعد الظهر بزيارات علاجية إلى البيوت للناي الذين لايقدرون على التحرك.
وذات يوم قامت الأمريكية من أصل ياباني (خافايو تاكاتا) بزيارة هذا المستوصف للعلاج من ورم ومن الحصى الموجودة في الفقاعة المعدية، وبعد مرور تاكاتا بفترة العلاج المطلوبة وشفائها بذلت جهدا كبيرا لاقناع السيد خياشي (الذي كان يرفض تعليمها لأنها أجنبية) بتعليمها هذا العلم ولكنه اقتنع في النهاية وبعد سنة كاملة تعلمت السيدة تاكاتا وسافرت إلى جزر الهاواي وافتتحت في سنة 1936 عيادتها الخاصة للمعالجة. بعد موت الضابط خياشي وصى للسيدة تاكاتا باستلام القيادة الروحية حيث سافرت إلى أمريكا وبقيت هناك إلى عام 1980 وكان همها الكبير هو نشر الريكي ولكنها لم تجد قبل موتها من تؤهله امكانياته لاستلام القيادة الروحية فاكتفت بتعليم 22 معلم من الدرجة الثالثة (الماستر) ومن ذلك الوقت أصبح هناك المئات من معلمي الريكي الذين يستعملون هذه الطاقة لتحسين صحتهم وصحة غيرهم وتحسين نوعية حياتهم وحياة غيرهم.
الحقيقة أنه في علم الطاقة الحيوية (الريكي) يتوقف كل إنسان عند تلك الدرجة التي تناسب تطور الوعي لديه فبعض الناس يتوقف عند المستوى الأول وبعضهم الآخرين يجدون في أنفسهم القدرة للمتابعة والحصول على درجة المعلم
بعض التعليقات على الأسطورة
هذه الأسطورة تذكر في كتب الريكي بتفاصيل مختلفة وقد ظهرت في الفترة الأخيرة شهادات تنفي بعض الحقائق ومنها ان الدكتور أوسوي لم يكن مديرا لمدرسة مسيحية في اليابان وأنه في اليابان لايسمى بالدكتور أوسوي وإنما بالمعلم الصوفي لطريقة الريكي المعروفة منذ أمد بعيد قبله, وأن الضابط خياشي لم يوصي للسيدة تاكاتا بالقيادة الروحية وإنما أعطاها الحق في العمل في البلاد الغربية وعلى كل فهذا لاينقص من خدمات السيدة تاكاتا الجليلة في نشر علم الريكي في البلاد الأجنبية
على كل الأحوال دعونا نكتفي بما وصل إلينا من علم الريكي وتفاصيله بغض النظر عن التفاصيل التاريخية لأسطورة نشوء الريكي.