( 2 )
الفساد .. إن الحكمة تتطلب ذلك . الحكمة يا فضيلة (الشيخ) ... الحكمة أيها (الداعية) الكبير .. أم المنصب الذي (يسيل لعابك) ، من أجله .. (...) ؟ لا .. لا .. هذا غير صحيح .. سأصعد الأمر ، وليكن ما يكون .
ردت عليه محتجـة : لمـاذا تركب رأسك ، لماذا أنت عنيد .. هل أنت وكيل آدم على ذريته . هل تريد أن تدمر نفسك ، وتدمرنا معك ، مثلما حرمت نفسك من الفرص الجيدة والترقيات .
- هل تقبلين بالفساد ، وأكل الأموال بالباطل ..؟
- ما شأننا نحن .؟ ألست تقول إن فلان وفلان من أكثر من عرفت نزاهة وإخلاصا ..؟ لماذا لا نسمع لهم صوتا ..؟ وأنظر فلان وعلان ، الذين طالما تطعمت بالحديث عن التزامهم وتضحياتهم ، وأقحمت ذكرهم في أمسياتنا . أين صـاروا ... وأين أصبحـت أنت ..؟ وجاهة .. وأموال ، أو (بزنس وبرستيج) ، على حد تعبيرك .
- هذا عرض قريب ، وسفر قاصد يا زهراء .. ، وما عند الله خير وأبقى ..
- يا أبا يمامه لم يصل الأمر بعد إلى هذا الحد .. وأصدقك القول أنني منذ تلك الليلة الهادئة المقمرة ، قبل عدة سنوات ، حينما حدثتني ، ونحن في الطريق إلى مكة ، عن أبى ذر الغفاري رضي الله عنه ، بذلك الشغف الممزوج بالشجن ، وأنا أحس أنك تحلق في سماء لا أرض تحتها .. لكني لم أجرو على مناقشتك ، وتركتك في أحلامك الوردية . وأصدقك القول كذلك ، أنني أحيانــا أشـك بأنك واقعي . لماذا يا أبا يمامه تريد أن تكون رأسا تناطح ..؟ لماذا .. لا ..
في هذا اللحظة دخل بشير ، يترنم بكلام ويتضاحك ، فقطع كلامها . قال بشير ، وهو الإبن الذي يدرس في الصف الثالث ابتدائي :
- اليوم يا أبي قص المدرس علينا قصة جميلة جدا .
- ما هي القصة يا بشير .؟ سأله باهتمام .
- قصة الفلاح وإبنه يا أبى ، ألا تعرفها ..؟ ثم أخذ يترنم : (لا تكن رأسا .. لا تكن رأسا دن .. دن ..)
يتبع ....