4 )
- لا .. طبعا ..
- ولا ذنب حصان يا عزيزي ..؟
قاطعته زوجته منزعجة : أبو يمامه .. ما هذا النقاش ..؟ الطفل لا يعي ما تقول .. والموضوع كله لا يعدو قصة قصها المعلم من باب الفكاهة لا غير ؟
- هل تعتقدين ذلك ..؟ ما رأيك يا بشير .. هل تريد أن تكون ذنب حصان ..؟
لم يجب ، وإنما ظل ينظر إلى أبيه تارة والى أمه تارة أخرى .
- الحصان جميل أليس كذلك يا بشير ؟ هز رأسه بالإيجاب . أنت رأيته ..؟ قـال الطفل نعم . رأسه وذنبه .. كلاهما جميل .. أليس كذلك ؟ نعم . قال : أسألك .. وقل لي بصراحة .. أيهما تحب أكثر ..؟ أجاب بشير بلا تردد : الرأس . سحب رأسه إليه ، وأخذ يداعبه بمرح ، ويقول :
- ممتاز يا بشير .. ما رأيك لو نأخذ الليلة درسا عن الرأس والذنب . ضحك بشير .. وأعلن موافقته . الدرس للجميع .. لي ولأمك ولك ولإخوانك .. جيد ..؟ هز رأسه . - بعد المغرب إن شاء الله ، سنذهب جميعا إلى المكتبة ، لنشترى المواد الضرورية للدرس ونعود إلى البيت ونجهزها ، ثم نأخذ درسنا بعد الرجوع من صلاة العشاء .
عادوا من المكتبة ، بعد أن اشتروا صورا لاصقة ، لحيوانات مختلفة وبحجم واحد ، وأشتروا معها كذلك ، لوحا أبيضا . بعد صلاة العشاء اجتمع بشير وأمه وإخوته . قال والده :
- قبل أن نبدأ الدرس ، سنقوم بقص كل صورة إلى ثلاثة أجزاء . الجزء الأول يشمل رأس الحيوان فقط ، والجزء الثاني الذنب فقط ، أما الجزء الثالث فهو بقية جسم الحيوان . تذكروا نريد الرأس لوحده ، والذنب لوحده من كل صورة .. الدقة مطلوبة . أنهمك الجميع بعملية القص ، أما هو وزهراء ، فقد تولوا تعليق اللوح على الجدار . كانت تقول له :
- ماذا تريد أن تصنع ..؟
- يرد بشئ من الدعابة : سأشرح فلسفتي الكبرى : (الرأس والذنب .. إشكالية المكان : قراءة في التابع والمتبوع) .
لم تعجبها دعابته الثقيلة ، فقالت بضجر :
- ليتك أشغلت وقت هؤلاء الأطفال بشئ يفيدهم .
يتبع ....