( 5 )
إستمر في مزاحه قائلا :
- شئ يفيدهم ...؟ ستعرفين أهمية ما أفعل الآن ، حينما أخرج
هذه (الفلسفة) في كتاب خطير يحمل نفس العنوان ، بالإضافة إلى عنـوان فرعي هو : (ما بعد البنيويـة والتقويضية .. إحتضار الرأس وسمو الذنب) .
- ألا تكف عن هذا المزاح الثقيل ..؟
- لا يا زهراء .. تخيلي إحتفاء المنتديات العلمية ، والصفحات الثقافية بي وبكتابي .. سأكون مشهورا كما تحبين .. صورتي ستظهر بشكل يومي في الصحف ، إلى جانب صور جاك دريدا ، ورولان بارت ، وميشيل فوكو .. وسأدعى لحضور مؤتمرات في الخارج ..
طبعا سأخذك معي .
- قاطعته : أقول .. (عفوا يا عزيزي .. دلة القهوة على النار .. وأخشى أن تفوح .. بعد إذنك) .
- جاهزون ..؟ سألهم .
- ردوا بصوت واحد : جاهزون .
ضم أجزاء الصور إليه وخلطها ، ثم قال : سأثبت جسم الحيوان على اللوح ، ثم أختار من الأجزاء الأخرى رأسا وذنبا ، ثم نرى ما الذي يحدث . وقع الاختيار على جسم زرافة ، وأختار رأس بعير وذنبه فألصقهما على الصورة ، مكان رأس الزرافة وذنبها .. وهنا صاح الأطفال :
- .. لا .. لا .. هذا رأس بعير ..
- والذنب ..؟ سألهم .
فترددوا ، ولم يجزموا بشئ . رفع رأس البعير ، ووضع رأس الزرافة مكانه .. فصاحوا تأييدا للوضع الصحيح . رفع رأس الزرافة مرة أخـرى ووضـع مكانه رأس حمار ، ثم كلب .. وحيوانات أخرى عدة مرات ، وكانوا يصيحون في كل مرة ، أن الوضع غير طبيعي . أعاد راس الزرافة ، ورفع ذنب البعير ، ووضع ذنب الزرافة مكانه .
فقال بشير ، وإخوانه بتعجب :
- أوووه ... لم يتغير شيئا كثيرا ، وأضافت أروى : أعتقد أن الزرافة يمكن أن تعيش بذنب البعير ، ولن يلاحظ أحد ذلك .
- قال والدها : هل توافقون على ما تقوله أروى ..؟ فصاحوا جميعهم تأييدا لقولها .
يتبع ....