( 6 )
- قال : ما رأيكم لو نجرب غير ذنب البعير مع الزرافة ...؟
وضع أذناب عدة حيوانات مكان ذنب الزرافة ، وفي كل مرة يسألهم كان جوابهم واحد :
- لا توجد مشكلة .
استمر يغير رؤوس الحيوانات وأذنابها ، وفي كل مرة يضع رأسا بدل الرأس الحقيقي ، كان يسمع صيحات الاحتجاج وأصوات الاستهجان : أووه .. لا .. لا ... ما يصلح ، أما حينما يغير في الأذناب ، فإنه يسمع الضحكات وأصوات الدعابة والسخرية .. مثل : (الذنب ما عنده مشكلة في أي مكان يكون) ، أو (الذنب أحلى له يكون مع الحمار) ، وهكذا ..
بعد أن أنهى إستعراض جميع الصور التي معه ، قال :
- والآن انتهى الجزء الأول من الدرس ، وبقى الجزء الثاني والأخير . الجزء الثاني عبارة عن السؤال التالي :
- ما هي النتيجة التي خرجنا بها من قيامنا بخلط أجزاء الحيوانات ؟
- قالت أروى : أنا فهمت أن الرأس لابد أن يكون رأسا .. أعنى من الصعب أن نلعب بالرأس ونضعه في مكان غير مكانه .
- ممتاز يأ أروى .. ممتاز .
- أنا فهمت أن الذنب يمكن أن يكون في أي مكان يوضع فيه ، ولا يواجه أي مشكلة
- ممتاز .. رائع يا بشير .. رائع .
كانت البنت الكبرى يمامه مستغرقة في ضحك ذي مغزى ، أما زوجته فقد ارتسمت إبتسامة عريضة على شفتيها . رفع بصره إليهما فقال ، وكأنه يؤكد إنتصاره ، وهو يجمع قصاصات الصور :
- يا ويلك يا جاك دريدا ، جئتك بما وراء التقويضيه .. بإشكالية الرأس والذنب . ثم أنفجر ضاحكا ، ولا شعوريا بدأ يدندن :
- (لا تكن رأسا .. لا تكن رأسا) ، ولم يتوقف إلا حينما دوت في أذنه صرخة بشير :
- بابا .. ما هذا ..؟
- همس في سره : الحمد لله .. الدرس أثمر ....
ربــــــــــــــــــــــــ تتمنى لكم احلى الاوقات مع الدرس ــــــــــــــــــانة