واستدعي هاغلاند، وهومن قدماء المحققين باحداث مماثلة في رواندا وسريلانكا والبلقان وغيرها من مشاهد الفظائع، حينذاك. ووفقاً لما ادرك انه حافة موقع القبر واستناداً الى اثار عجلات الجرافة، غرز مجساً طويلاً، مفرغاً داخل الرمال المرصوصة ثم اشتمه، الرائحة اللاذعة المنبعثة من الثقب كانت جلية واضحة وبعد ذلك قام هاغلاند وعمال محليون بالحفر وعلى عمق خمسة اقدام فعثروا على طبقة من الجثث المتحللة التي مددت متقاربة في صف وحفروا خندقاً تجريبياً طوله نحوست ياردات وضمن تلك المسافة القصيرة وجدوا 15 جثة. يستذكر هاغلاند: «كانت جثثاً جديدة نسبياً: كان اللحم ما زال عالقاً بالعظام، كانت الملابس على الجثث خفيفة، وكان ذلك يتطابق مع تقرير قالت انهم كانوا في مكان حار جداً «قبل ان يموتوا».
وكانت ايدي بعضهم مقيدة واستخرج هاغلاند ثلاث جثث وقام زميل له بتشريحها في خيمة كان الضحايا جميعهم من الشباب، ولم تكن على اجسامهم «أية كدمات ظاهرة» لا جروح ناتجة عن اطلاق النار، ولاضربات من ادوات صلبة، وكان هذا ايضاً، كما يقول هاغلاند «متطابقا» مع قصص الاحياء حول موتهم اختناقاً.
كم شخصاً دفن في داشت ليلي؟ هاغلاند لا يخمن «الشيء الوحيد الذي نعرفه هو انه موقع كبير جداً» كما يقول مسؤول في الامم المتحدة قريب من التحقيق وكانت هنالك «كثافة عالية من الجثث في الخندق التجريبي». مصادر اخرى حققت في عمليات القتل لم تستغرب الامر يقول عزيز الرحمن رازق مدير المنظمة الافغانية لحقوق الانسان: «استطيع ان اقول بثقة ان اكثر من الف شخص قضوا في الحاويات» استفسارات «نيوزويك» من السجناء وسائقي الشاحنات ورجال الميليشيات الافغانية والقرويين المحليين -بما في ذلك مقابلات مع احياء لعقوا ومضغوا جلد بعضهم بعضاً للبقاء على قيد الحياة- تشير الى ان مئات من الاشخاص قد ماتوا.
ان اموات داشت ليلي والطريقة الفظيعة التي قتلوا بها تطرح اسئلة حول المسؤولية التي يتحملها الامريكيون حول تصرف حلفائهم الذين قد لا يرغبون بتطبيق الحماية التي توفرها اتفاقيات جنيف. الفائدة من خوض حرب بالواسطة في افغانستان كانت تحقيق نصر رخيص، على الاقل فيما يتعلق بالدماء الامريكية والثمن كما برهن تحقيق «نيوزويك» هو ان القوات الامريكية كانت تعمل مع «حلفاء» اقترفوا ما قد يمكن تصنيفه بجرائم حرب.
قائد الميليشيا الذي تتهم قواته بارتكاب عمليات القتل هو الجنرال عبد الرشيد دوستم احد اقسى القادة العسكريين الافغان واكثرهم تأثيراً.
تورط الجنود الامريكيين اللصيق مع الجنرال دوستم يمكن فقط ان يجعل التحقيق اكثر حساسية تقول جينيفر لينينغ البروفيسورة في كلية الصحة العامة في هارفارد، وهي احد اثنين من محققي اطباء من اجل الحقوق الانسانية فرضاً نفسيهما على شبرغان: «المسألة التي لا يريد احد ان يناقشها هي تورط قوات الولايات المتحدة كانت في المنطقة في ذلك الوقت. ما الذي كانت الولايات المتحدة تعرفه ومتى واين وما الذي فعلته بهذا الشأن؟».
كان دوستم وقائد آخر من التحالف الشمالي هو محمد في يرغناك للاشراف على عملية الاستسلام وكذلك عشرات من جنود القوات الامريكية الخاصة حسب مشاركين من الولايات المتحدة وافغانستان.
يتبع .....