ملتقى الفيزيائيين العرب - عرض مشاركة واحدة - بحث عن تغير المناخ العالمي والطاقة
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29-05-2007, 02:03
الصورة الرمزية ربانة
ربانة
غير متواجد
مشرفة أقسام المنتديات الخاصة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 4,993
افتراضي رد: بحث عن تغير المناخ العالمي والطاقة

تغير المناخ العالمي والطاقة
المأساة المشتركة

لا يمثل فعل ما تراه في مصلحتك المصلحة الحقيقية.




تصور نفسك في منطقة ريفية بها قرى محاطة بمراعي مفتوحة يستخدمها الرعاة في رعي ماشيتهم. وعندئذ تكون هذه "المراعي المشتركة" مفتوحة أمام الجميع دون قيد.
تخيل أن المرعى المشترك يعمل على توفير احتياجات أقصى عدد من الخراف التي يمكن أن يستوعبها. بحيث توجد حشائش كافية لتغذية جميع الخراف بالشكل الملائم فقط. بما يعني أن الزيادة في عدد الخراف يساوي علف أقل لكل خروف.
على الرغم من أنه قد يبدو في مصلحة راعي الماشية زيادة حجم قطيعه فزيادة الخراف تعني زيادة في الصوف ومن ثم زيادة في الدخل. إلا أن هناك ضررًا كذلك في القيام بذلك: فستقل كمية العلف المحددة لكل خروف من خرافه بشكل بسيط. غير أن هذا العيب يبدو غير مؤثر لأنه يتم تغذية هذا الخروف من خلال نشره بين جميع الخراف الأخرى التي تضم خراف الراعي الآخر. لذلك فمن وجهة نظر راعي الماشية، فإن المكسب كبير والخسارة محدودة.
غير أن الكارثة تنشأ عندما يتصرف جميع رعاة الماشية بهذه الطريقة، فستتعاظم الخسائر المحدودة إلى أن تمثل كارثة للجميع.

مأساة الاختناق المروري

صورة جيدة من مكتب الإحصاء الأمريكيومثال عصري على "المأساة المشتركة" هو الاختناقات المرورية في المدن الرئيسية. يتم استخدام المرافق العامة بشكل متزايد وبالتالي تقل قيمتها لجميع الأشخاص. فكل شخص يحاول الذهاب إلى عمله بسرعة يستخدم الطريق السريع لأنه هو أسرع الطرق. في البداية، لا يؤثر أي شخص إضافي على الطريق السريع على حركة المرور لوجود "مساحات" في النظام المروري لاستيعاب المزيد من المستخدمين. ولكن عند الوصول إلى مستوى خطير، يتسبب كل سائق إضافي في نقص السرعة المتوسطة. في نهاية الأمر، يوجد العديد من السائقين الذين تجبرهم الظروف المرورية على السير ببطء. إن كل شخص يسعى إلى خفض مدة القيادة يهدف في الحقيقة إلى تطويل مدة القيادة لجميع الأفراد.
فشل المصائد السمكية

نُشرت الصورة بإذن منNOAA.

هل يمكنك أن تصبح صيادًا ناجحًا مع المحافظة على القواعد المشتركة في نشاط الصيد؟قم بالتجربة باستخدام لعبة الصيد.

نشاهد نفس النمط في المصايد الموجودة حول العالم. لا تخضع المحيطات إلى ملكية أحد الصيادين كما لا يتم التحكم فيها من جانب الدول. بل توفر المحيطات مورد سمكي مشترك. ومع زيادة عدد قوارب الصيد عامًا بعد عام، تتزايد كمية الأسماك التي يتم اصطيادها كل عام. عبارة منطقية، أليس كذلك؟ ولكن عندما يزداد إجمالي الأسماك المصادة، تقل قدرة المجموعات السمكية على استعادة حجمها.
وفي النهاية ينخفض إجمالي حجم الصيد الفردي والجماعي. مما يمثل مزيدًا من الضغط على الصيادين لاصطياد المزيد من الأسماك. لا يؤدي اصطياد الكميات المتزايدة من الأسماك إلا إلى ضعف قدرة المجموعات السمكية على استعادة حجمها. ما الذي ستفعله إذا كنت قبطانًا على ظهر مركب صيد وواجهت هذه المشاكل؟ يمكنك اكتشاف ذلك بنفسك من خلال ممارسة لعبة الصيد .
إلقاء المخلفات في مجاري المياه





في بعض الحالات، لا تتمثل المشكلة في استهلاك كمبيات كبيرة من إحدى الموارد المشتركة بل تتمثل في ضخ كميات إضافية في هذا المورد. مع نقص عدد السكان، لا يمثل إلقاء المخلفات في النهر مشكلة. فبمرور الوقت، تنظف المجاري المائية نفسها بنفسها. وطالما لم يزداد حجم المخلفات، يمكن للنهر الاحتفاظ بنظافته. غير أنه إذا كان هناك المزيد من المخلفات، يتلوث النهر. ومن ثم لا يمكن للسكان شرب الماء. كما قد لا يمكنهم الاستحمام فيه باطمئنان أو الاصطياد في مياهه.
غازات الاحتباس الحراري
تتعلق هذه المسألة بالغلاف الجوي يدخل ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي ويخرج منه بشكل مستمر في دورة الكربون. تمتص المحيطات والغابات ثاني أكسيد الكربون. ومع زيادة التصنيع والمصانع والسيارات ومحطات توليد الطاقة، ازدادت سرعة ضخ غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الذي عجزت قدرته على امتصاصه. مما أثر على الجميع.
شبه الغلاف الجوي لكوكب الأرض بحوضاستحمام كبير. وتصور أن تركيز غازات الاحتباس الحراري هي الماء الموجود في حوض الاستحمام. يتدفق الماء في الحوض مثلما يخرج الغاز إلى الغلاف الجوي. وبالكيفية التي ينزل بها الماء من المصفاة, تتم إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. إذا تساوى حجم المياه النازلة من الصنبور إلى حوض الاستحمام مع حجم المياه النازلة من المصفاة، يظل مستوى الماء كما هو. عند زيادة فتح الصنبور، يرتفع المنسوب مما قد يتسبب في فيض حوض الاستحمام بالمياه. أي أن حوض الاستحمام الذي يمثل الغلاف الجوي يمتلئ الآن بضعفي سرعة تصريفه.
ما الذي يمكننا عمله؟
تم صياغة مصطلح المأساة المشتركة من مقال كتبه جاريت هادردين في 1968. وهو يقول أن المشكلات التي تنتمي إلى هذه المجموعة ليست لها حلول تقنية، بل هي تتطلب تغييرات في اتجاهات وسلوكيات البشر.
ففيما يتعلق بتغير المناخ، تتسم الحلول بالطابعين السلوكي والتقني. يمكننا استخدام الطاقة بصورة أكثر كفاءة وزيادة استخدام موارد الطاقة البديلة التي لا يصدر عنها ثاني أكسيد الكربون و احتجاز وتخزين الغاز الصادر. إذا فما هي المشكلة؟
المشكلة هي أن الأفراد الذين يتصرفون لمصالحهم الشخصية لا يسعون إلا إلى تحقيق مكاسب فورية من تصرفاتهم. ولكنهم لن يدركون حاليًا حجم الخسائر الناجمة عن تأثيرات الاحتباس الحراري. لذلك قد أقود سيارة كبيرة لأنني أشعر بمزيد من الراحة وأنا بداخلها ولكنني قد لا أشعر بمظاهر القلق عند ارتفاع مستويات البحار أو اشتداد العواصف إلا بعد مرور عقود من الزمن. ولا أرى أي ارتباط حالي بين أفعالي وهذه النتائج. في الحقيقة، إذا كنت أنا هو الشخص الوحيد الذي يقود سيارة كبيرة، فلن يسفر ذلك عن أي نتائج سلبية. مثل الراعي الذي يضيف إلى قطيعه مزيدًا من الخراف، الفائدة واضحة وفورية بينما الخسائر غير واضحة وآجلة. ولكن عندما يتصرف جميع الرعاة بهذه الطريقة، فالجميع سوف يعاني .
يتطلب الحل من الأفراد اتخاذ قرار جماعي لتغيير سلوكيات الجميع بما فيهم أنفسهم. وإحدى الطرق لتحقيق ذلك هو القيام باعمال صديقة للمناخ للحصول على نتائج إيجابية فورية. فمثلاً في حقل غاز سليبنر في بحر الشمال، أدت سياسة الضرائب التي تتبعها الحكومة النرويجية إلى جعل عملية احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون مجدية من الناحية الاقتصادية ، وذلك بدلاً من إطلاقه في الغلاف الجوي. الآلية بسيطة: يتم فرض ضريبة على ثاني أكسيد الكربون الذي يتم إطلاقه في الغلاف الجوي. وبالتأكيد، تتكلف عملية احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربونأموالاً باهظة.ولكن في هذه الحالة، سنتحمل تكاليف لا حصر لها عند عدم القيام بذلك.



يتبع .....
__________________
https://twitter.com/amani655
رد مع اقتباس