[ربانة]

دائما ما تمر علينا هذه الكلمات والمصطلحات وخاصة عندما نتعرض لشعراء وحكاياتهم

فأحدهم يقول جنية الشعر اليوم لم تأتني

والأخر يقولون عنه انه باللهجة العامية مخاوي

وأخر ينادي حيطموس الجن

وحيطموس تعني الجارية العبقرية

ولكأنه يريدها ان تساعده في شعره


وبعض الشعراء لهم طقوسهم الغريبة

فهو يحمل بعضه ليختلي بنفسه في الصحاري او يرقى على رجم عالي ( الرجم هو الجبل ) ليرقب الدنيا من علوه ذلك


وبعدها يسترسل في احاديث النفس

وتأتي الاشعار

ولكن هل الجن يحادثون الانس بالشعر


اليكم هذا الموضوع
*
*
*
*
تروى عن الجن وصلتها بلإنس وبخاصة شعراء الجاهلية أساطير كثيرة يكتفي بعض المؤرخين بتكذبيها والقول بأنها ملفقة مخترعة وهذا بدهي

ولكن ورائها اشياء هامة تجعلها ميداناً للدراسة المتأنية اذ انها تصور عقلية مخترعها وأوهام المجتمع الذي ترددت فيه كما تعرض نموذجاً

من التفكير الخيالي لقوم سمحوا لظنونهم أن تمتد الى مدى واسع ولم يفت السابقين من الباحثين ان يقفوا طويلا عند ما توحيه هذه الاساطير فجاء الباحثون بما فتح اله به عليهم من الأويل ولعل الجاحظ في القديم كان أول من رصد هذه الظاهرة ونقل عن شيخه ابي اسحاق النظام ما يفسر مدلولها الواقعي قال الجاحظ : عن أستاذه وأصل هذه الفكرة أن القوم تأثروا

بوحشة بلادهم ومن أقام بالصحراء منفرداً استوحش وابتلى بالوسوسة وتمثل له الشئ الصغير كبيراً فاذا اشتملت عليه الغيطان وسمع صياح بومة أو مجاوبة صدى تصور في نفسه كل شئ باطل وربما كان أحدهم كذاباً فيأتي بشعر يزعم فيه أنه رأى الغيلان وكلمها ثم يتجاوز ذلك فيقول رافقتها وتزوجتها . *



وهنا الكلام لكاتب المقال : أذكر أني قرأت في رحلة المستشرق السياسي عبد الله فيلبي الى منطقة الربع الخالي بالجزيرة العربية تعليلاً مقبولاً لما يسمع في الصحراء من أصوات متجاوبة يقول عنها الأقدمون انها عزيف الجن اذ قال فيلبي انه رأى هاباً من الرمال تتراكم وتتجمع بعضها فوق بعض فإذا هبت العاصفة الشديدة حركتها من أسفل وأعلى فيسمع لتضارب الرمل وتناثره صوت سمعه فيلبي مرات عديدة هذا الصوت يتجاوب مستمرا لبعض فترات حتى تهدأ الريح مع انه صوت الريح الثائرة بتراكم الرمال وهذا ...احتمال .


*
*
*
يتبع ..