
09-06-2007, 00:02
|
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2006
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 4,993
|
|
رد: آغمات آغمات ........... النهاية
الفصل الثاني
مات جده واصبح ابيه الملك وهو تولى ولاية العهد
وكان شابا مختلط بالعامة وفي احدى المرات وهو يجوس في رياض اشبيلية ومعه صديقه و على ضفاف نهر اشبيلية قرب مرج الفضة وقف متعجبا متأملاً
ينظر إلى الماء معجباً بتموجه قائلاً:
صنع الريح على الماء زرد
وطلب من مرافقه ووزيره وصديقه الشاعر ابن عمّار أن يجيزه.
(معنى يجيزه أي يكمل الشطر ليكتمل البيت )
فأطال ابن عمّار الفكرة , وأفحم , ولم يأت بشيء !!
الا وصوت امراءة يقول:
............................. أيُّ درع لقتالٍ لوجمد
فالتفت محمد الى الصوت فإذا بجارية ذات جمال رائع فطلب منها ان تعيد ما قالت
فقالت :
[POEM="font="Andalus,5,crimson,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]صنع الريح على الماء زرد= أيُّ درع لقتالٍ لـوجمـد[/POEM]
( والزرد : هو الدرع)
وغادرت المكان , فتصدى لها ابن عباد معجباً بذكائها وجمالها , فقالت له , لست من ذلك النوع من الفتيات
فقال لها أريدك زوجاً لي , فعند من أنت , فقالت جارية عند الرميك بن الحجاج.
فأغلى في سبيلها الثمن والمهر والهداياوكان الزواج الميمون مرت الايام وولدت الرميكية اعتماد
له أولاده الرشيد , والراضي , والمأمون , والمؤتمن. وبناته الثلاث
كانت هذه الرميكية ذات حضوة عنده
وبعد مرور الزمن توفي الملك وتولى محمد الملك وأشتق أسم الملك من أسمها فتلقب بالمعتمد من حروف اعتماد.
كتب اليها مقطوعة شعرية وهو بعيداً عن أشبيلية , يبدأ كل بيت من أبياته بحرف من حروف أسمها , كقلة قليلة من الشعراء الذين تغنوابزوجاتهم:
[POEM="font="Andalus,5,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""](ا) أغائبة الشخص عن ناظري= وحاضـرةً فـيصميـم الفـؤاد
(ع)عليك السلام بقدر الشجون= ودمع الشـؤون وقـدرالسهـاد
(ت)تملكت مني صعب المرام= وصادفـت منـي سهـل القيـاد
(م)مرادي لقياكفي كل حيـنٍف= يا ليـت أنـي أعطـى مـرادي
(ا) أقيمي على العهد ما بيننـا= ولاتستحيلـي لطـول البـعـاد
(د)دسست اسمك الحلو في طيه= وألفـت فيـك حـروفاعتمـاد[/POEM]
وفي يوم من الايام كانت هذه الرميكية تنظر مع شرفة القصر
فرأت, فتيات يملأن الماء من النهر حافيات وأقدامهن ممرغة في الطين , فاستأثر ذلك انتباهها , فرأها زوجها المعتمد بن عباد وسألها فقالت له لقد تذكرت أيامي الأولى , فجاء بماء الورد وبالمسك والسكر ثم أمر بعجنها وجعلهافي باحة القصر , فأخذت الرميكية وبناتها الصغيرات يسرن حافيات في هذا المزيج المترف على أنه طين.
وفي مرة من المرات اشتاقة هذه الاعتماد الى الثلج فما كان من هذا الزوج الا ان يغرس اشجار الياسمين
ذات الازهار البيضاء وجعلها محيطة بالقصر ولكأنها ندف الثلج على الشجر
مرت الايام وهم في سعادة وترف وبذخ بشكل فاحش
وللحكاية بقية
....................مع اغمات النهاية
الفصل الاتي سيبين كيف كانت الحياة السياسية في تلك الفترة
|