قيل كان لامرأة ابن غاب عنها غيبة منقطعة فجلست تأكل يوماً ، فحين
قطعت لُقمة ، وأهوت بها إلى فيها ، تصدق منها سائل وقف بالبـــــاب
فامتنعت من أكل اللقمة ، وحملتها مع تمام الرغيف ، فتصدقت بها ،
وبقيت جائعة
وكانت شديدة الحذر على ابنها والدعاء برده ، فما مضت إلا ليالِ يسيرة
على هذا الحديث ، حتى قدم ابنها ، فأخبرها بشدائد مرّت به عظيمة
وقال : أعظم شيء مرّ علي رأسي ، أني كنت في وقت كذا ، أسلك أجمة ً
في البلد الفلاني ، إذا خرج أسد ، فقبض علي من حمار كنت فوقه ، فغار الحمار
فتشبكت مخالب السبع ، في مُرقعة كانت علي ، فما وصلت إلى ، وذهب عقلي
وجرني فأدخلني الأجمة
فما هو إلا برك علي ليفرسني ، حتى رأيت رجل عظيم الخلق ، أبيض الوجه والثياب
وقد جاء حتى قبض على قفا الأسد ، وشاله حتى خبط به الأرض ، وقال : قم
يا كلب ، لقمة بلقمة ، فقام السبع مهرولاً ، وثاب إلى عقلي ، وطلبت الرجل ، فلم أجده
وجلست ساعات ، إلى أن عادت إلى قوتي ، ثم نظرت إلى نفسي ، فلم أجد بها بأساً
فمشيت فلحقت القافلة ، وأخبرتهم فعجبوا من خلاصي ، ولم أدر ما معنى لقمة بلقمة !
فنظرت المرأة إلى الوقت فإذا هو الوقت الذي أخرجت من فيها اللقمة ، فتصدقت بها
فأخبرته الخبر