
12-06-2007, 02:18
|
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2006
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 4,993
|
|
رد: آغمات آغمات ........... النهاية
الفصل الرابع
في بداية لعهد جديد في الأندلس ودورة أخرى من دورات التاريخ بعد هذا الضعف وذاك السقوط، كانت رسالة المعتمد على الله إلى ألفونسو السادس - والذي بمجرد قراءتها أخذ جيشه وعاد إلى قشتالة - هي مهد ذلك العهد وبداية لتلك الدورة الجديدة.
فحين أرسل ألفونسو السادس رسالته المهينة إلى المعتمد على الله بن عباد يطلب منه متهكما مروحة يروّح بها عن نفسه، أخذها المعتمد على الله وقلبها ثم كتب على ظهرها: والله لئن لم ترجع لأروحنّ لك بمروحة من المرابطين.
لم يكن أمام المعتمد على الله غير أسلوب التهديد هذا، فقط لوح بالاستعانة بالمرابطين، وقد كان ألفونسو السادس يعلم جيدا من هم المرابطون، فهو مطّلع على أحوال العالم الخارجي، فما كان منه إلا أن أخذ جيشه وانصرف.
فتُرى من هم المرابطون الذين كان لمجرد ذكرهم كل هذا الأثر؟ إنهم أبطال مجاهدون، لا يهابون الموت، أقاموا دولة إسلامية تملكت كل مقومات القوة، تربعت على المغرب العربي وما تحته،
اتصل بزعيم المرابطين واستصرخه لإنقاذ المسلمات من أسر ذلك المعتدي، وكانت استجابة ابن تاشفين سريعة مذهلة، فقد أقبل في قرابة مئة سفينة ونيف وعشرين ألف جندي واندفع إلى الزلاقة فوجد المعتمد بن عباد قد سبقه وقضى ليلة كاملة يهاجم وتنهشه الجراح وفي اللحظة المناسبة وصل المرابطون وقائدهم إلى قلب المعركة وتكامل عدد الكفار خمسين ألفاً وأرسل الفونسو إلى ابن عباد يقول له: اليوم الجمعة وهو عطلتكم، وغداً السبت وهو يوم اليهود واليهود موظوفون عندي، وبعده الأحد وهو يومنا فيكون ملتقانا الاثنين.
قالها وهو ينوي الغدر والإيقاع بالمسلمين يوم الجمعة؛ لكن الملك المعتمد أدرك الحيلة فلما هجم الغدار وجد المعتمد يقظاً مستعداً فقامت معركة يشيب لهولها الولدان وأبلى المعتمد بلاْ عظيماً ووصل ابن تاشفين في أصعب المواقف فانقض على الجيش الغادر كالصاعقة وشُده النصارى وزلزلوا زلزالا شديداً وأخذتهم سيوف المعتمد من خلفهم وسيوف ابن تاشفين من بين أيديهم ووضع فيهم السيف فلم يفلت منهم أحد وهرب القائد النصراني في بضعة رجال وكانت الواقعة في يوم الجمعة الأولى من شهر رمضان حيث قتل جميع الجيش النصراني فلم يعد منهم سوى ثلاثمائة رجل (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا)
وكان أمير المسلمين ابن تاشفين في أول الأمر يحترم المعتمد بن عباد ويقول هو ضيفنا، ولكن نفراً من المغرضين أوقعوا بين المعتمد وابن تاشفين ووشوا إلى ابن تاشفين أن المعتمد يميل إلى الترف ولم يزالوا بابن تاشفين حتى أوغروا صدره على المعتمد فتنكر للصداقة والحلف وأمر بقتل ولدي المعتمد ثم قامت معركة عنيفة بين أهالي أشبيلية وبين البربر انتصر فيها المعتمد أول الأمر لكن الدائرة دارت عليه فأسره جيش ابن تاشفين بعد أن أبلى في الدفاع عن مملكته أعظم البلاء، ونزل المعركة بدون شيء يصد عنه وقع السهام سوى قميص أبيض وقد رماه أحد الجنود البربر بحربة فتظاهر أنه أصيب ثم انقض على الرجل فطوح به وقتله وقد قال في تلك المعركة أبياتاً حين دعاه أحد المشفقين عليه إلى الخضوع والمصالحة فقال:
[POEM="font="Simplified Arabic,5,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]قالوا الخضوع سياسة=
فليبد منك لهم خضوع
وألذ من طعم الخضوع=
على فمي السم النقيع
قد رمت يوم قتالهم=
ألا تحصنني الدروع
وبرزت ليس سوى القميص=
عن الحشاشي دفوع
أجلي تأخر لم يكن=
بهواي ذلي والخشوع
ما سرت قط إلى القتال=
وكان من أملي رجوع
شيم الأولى أنا منهمو=
والأصل تتبعه الفروع[/POEM]
في تلك الاثناء تم القبض على المعتمد وبناته وزوجته الرميكية وكان الحكم المجحف من ابن تاشفين ان ينفيه الى آغمات تلك القرية الصحراوية التي هي النقيض بالنسبة لإشبيلية وكيف لهذا الملك الذي ولد في الترف ان يعيش في هكذا منطقة لا تناسبه هو واهله الاندلسيين
ومع المعمة التي حصلت في القصر سبيت احدى بناته وهي بثينة وهي شبيهة امها الرميكية في الجمال وشاعرة مثلها
وصل الركب بهم الى آغمات آغمات التعب وقد قتل احد اولاده واحدهم اقتيد الى السجن واصغرهم نفي مع اهله
اشتد وله الاب والام المكلومين على فقد الابن والابنة التي يعلمون ملياً ان امر السبي مرير كيف لإبنة الملك ان تسبى انه العار الذي لحق بنو عباد
ولكن بعد مرور فترة قصيرة جأ من يحمل الخبر لهم
رسالة من ابنتهم تخبرهم بخبرها وما حدث لها
تقول فيها :
انه اشتراها أحد تجار أشبيلية ووهبها لابنه وحين هيئت له وأراد الدخول عليها امتنعت وأظهرت نسبها , وقالت لا أحل لك إلا بعقد نكاح إن رضي أبي بذلك وأشارت عليهم أن تكتب كتابا لأبيها بخط يدها وانتظار جوابه وكان أن كتبت بخط يدها من نظمها فقالت مخاطبة لأبيها :
[POEM="font="Simplified Arabic,5,crimson,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]اسمع كلامي واستمع لمقالتي= فهي السلوك بدت من الأجياد
لاتنكروا أني سبيت وأنني= بنت لملك من بني عبــــاد
ملك عظيم قد تولى عصره= وكذا الزمــان يؤول للإفساد
لماأراد الله فرقة شـــملنا= وأذاقنا طعم الأسى عن زاد
قام النفاق على أبي في ملكه= فدنا الفــراق ولم يكن بمراد
فخرجت هاربة فحازني= أمرؤ لم يأت في إعــــجاله بسداد
إذباعني بيع العبيد فضمني= من صــانني إلا مـن الإنكاد
وأراد نيل نكاح نجل طاهر= حسن الخلائق من بني الأنجاد
ومضىإليك يسوم رأيك في الرضى= ولأنت تنظر في طريق ر شادي
فعساك يا أبتي تعرفني به =إن كان ممن يرتجى لوداد
وعسىرميكية الملوك بفضلها= تدعو لنا باليمن والإسعاد[/POEM]
وحين وصل شعرها لأبيها وهو في أغمات , سُر هو وأمها بحياتها , وأشهد على نفسه بعقد نكاحها للصبي
ولكن كيف كانت حياتهم في اغمات وبإذن الله ستكون في التتمة
|