
12-06-2007, 15:55
|
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2006
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 4,993
|
|
رد: الحضار العلمية عند المسلمين في الفلك
تعليقات المنصفين من الغربيين
كانت غزارة الإسهامات الإسلامية في مجال الفلك سببًا في إفراز كثير من المنصفين من رواد الحضارة الغربية المقرين بفضل المسلمين على العالم في ذلك المضمار.
يقول الأستاذ سيديو: " لويس سيديو مستشرق فرنسي عكف على نشر مؤلفات أبيه جان جاك سيديو الذي توفي عام 1832 قبل أن تتاح له فرصة إخراج كافة أعماله في تاريخ العلوم الإسلامية. وقد عين لويس أمينا لمدرسة اللغات الشرقية (1831) وصنف كتابا بعنوان ( خلاصة تاريخ العرب ). يقول:
" إن نتاج أفكار العرب والمسلمين يشهد بأنهم أساتذة أوربا في جميع فروع المعرفة " موقع بلاغ
وكان البتاني موضع إكبار واحترام المنصفين الغربيين، يقول عنه الأستاذ نلنيو:" أهم تصانيف البتاني الزيج، وهو عمله الذي لم يصلنا غيره وبه نتائج رصوده، وللزيج أثر كبير، لا في علم الفلك عند العرب فحسب، بل فيه وفي حساب المثلثات الكبري عامة في أوروبا خلال العصور الوسطى وأول عصر النهضة"..
ويقول (سيديو) أيضًا:
في الفلك أحدث المسلمون نهضة معروفة وذلك عن طريق نقل الكتب الفلكية القديمة وتصحيح أغلاطها والتوسع فيه، وتبدو عظمة هذا العمل إذا عرفنا أن أصول هذه الكتب ضاعت ولم يبقَ منها غير الترجمة العربية، ومن خلال أعمال العلماء العرب والمسلمين وأبحاثهم ومؤلفاتهم تتجلَّى لنا مآثرُ العرب في الطب و الصيدلة والكيمياء والنبات والرياضيات وعلم الاجتماع وغير ذلك من العلوم...؟ موقع الوراق
ومن أروع التصريحات في هذا السياق قول الأستاذ سيديو في مؤلَّفِه: إننا لو أردنا أن ننظر إلى التقدم الذي حققه العرب في العلوم الرياضية والفلكية، فإننا نجد أن العرب سبقوا الأوروبين إلى أغلب الاكتشافات التي نسب الأوروبيون شرف اكتشافها إلى علمائهم.
ونقل محمد كرد علي في كتابه (الإسلام والحضارة العربية ج1) عن دراير قوله: ومن عادة العرب أن يراقبوا ويمتحنوا، وقد حسبوا الهندسة والعلوم الرياضية وسائط للقياس، ومما تجدر ملاحظته أنّهم لم يستندوا في ما كتبوه في الميكانيكا والسائلات والبصريات على مجرد النظر، بل اعتمدوا على المراقبة والامتحان بما كان لديهم من الآلات، وذلك ما هيأ لهم سبيل ابتداع الكيمياء، وقادهم إلى اختراع أدوات التصفية والتبخير، ورفع الأثقال، ودعاهم إلى استعمال الربع والإسطرلاب في علم الهيئة، واستخدام الموازنة في الكيمياء، مما خُصُّوا به دون سواهم، وهيأ لهم صنع جداول للجاذبية النوعية وعلم الهيئة كالتي اصطنعت في بغداد والأندلس وسمرقند، مما فتح لهم باب تحسين عظيم في قضايا الهندسة وحساب المثلثات واختراع الجبر واستعمال الأرقام في الحساب، وكان هذا كله من نتائج استعمالهم طريقة الاستدلال والامتحان.
ويقول لوبون صاحب كتاب (حضارة العرب): ينسب الناس إلى بيكون قاعدة التجربة والملاحظة، وهما من أُسس البحث العلمي الحديث، بيد أنّ الواجب أن يُعترف اليوم أنّ هذه الطريقة كلها من مبتدعات العرب.
وكان سيديو في كتابه (خلاصة تاريخ العرب) واضحاً وصريحاً عندما أكد اعتماد العرب على أُسلوب التجربة والملاحظة واستنباط أسرار المحسوسات لإرجاع الأسباب إلى مسبباتها، فهو يقول: وقد اشتهرت مدرسة بغداد أول أمرها بفكرتها العلمية حقيقة، وكان لها السلطان الأكبر على أعمال العرب، فساروا من المعلوم إلى المجهول، واستنبطوا أسرار المحسوسات ليرجعوا الأسباب إلى مسبباتها، ولا يقبلوا إلا ما أثبتته التجربة.
وقد كان العرب في القرن التاسع متمكنين من هذه الطريقة الخصيبة التي صارت فيما بعد عند المحدثين أداةً استعملوها للوصول إلى أجمل ما كشفوه... فكانت التجربة والملاحظة من أُسلوب العرب، ودرس الكتب والاكتفاء بترديد رأي المعلم كانت طريقة أُوربا في القرون الوسطى، والفرق ظاهر بين الطريقتين، ولا نقدِّر طريقة العرب في العلم حق قدرها إلاّ بالبحث عنها.
والأساليب التجريبية ـ التي كُتِبَ لهم فضلُ السبق فيها ـ قادتهم بالضرورة إلى كشف أُمور مهمة وُفِّقوا إليها في ثلاثة أو أربعة قرون، لم يكتب مثلُه لليونان في زمن أطول من زمنهم بكثير...
إلى أن يقول: فالتأثير الذي أَثَّروه من هذا النظر في أُوروبا كان عظيماً في الحقيقة، وكانوا خلال عدة قرون أساتذة منفردين عرفتهم الأُمم النصرانية.
ولعلنا لسنا بحاجة إلى التذكير بأنَّ المفكرين الأوروبيين ـ الذين نقلنا كلامهم ـ عندما يذكرون العرب فإنّما يعنون في الواقع المسلمين موقع الوحدة الإسلامية.
وتقول المستشرقة الألمانية " زيجريد هونكه ":
(( لقد اهتم العرب اهتماما بالغا بالآلات الفلكية، وما ورثوه عن اليونان كان بدائيًّا وأعجز من أن يساندهم في سباقهم نحو الأمجاد التي رسموها لأنفسهم. فكان أن طوروها وزادوا عليها أشياء عديدة وقدموا اختراعات أخرى تشبه المعجزات، مبتكرين بذلك آلات مختلفة للمراقبة والقياسات، أخذها الغ رب عنهم وبقي على استعماله لها أمدا طويلا دون أن يكون لاختراع المنظار المكبّر المتأخر أي تأثير في ذلك.
ويحكى أن زائرا قصد ابن الفلكي نصير الدين في مرصده في ( مراغة )، فلما رأى الآلات الفلكية المتنوعة ذهل، وقد زادت دهشته حين رأى المحلقة ذات الخمس الحاقات والدوائر من النحاس: أولاها تمثل خط الطول الذي كان مركزا في الأسفل، وثانيتها خط الاستواء وثالثتها الخط الإهليجي، ورابعتها دائرة خط العرض، خامستها دائرة الانقلاب الصيفي والشتوي، وشاهد أيضا دائرة السمت التي يمكن للمرء بواسطتها أن يحدد سمت النجوم أي الزاوية الناتجة عن خط أفقي ثابت وخط أفقي آخر صادر عن كوكب في السماء.
ثم أصبحت هذه الحلقات أكبر حجما مما كانت عليه سابقا، وصنع منها العرب المحلقات الفلكية (Armillar) أو " ذات الحلقات " كما سماها بطليموس، وأصبحت التقسيمات أكثر تفصيلا وتجزيئا والقياسات أدق، وقد بلغ قطر هذه الحلقات النحاسية ثلاثة أمطار ونصف المتر..... ))
كتاب (شمس العرب تسطع على الغرب): المستشرقة الألمانية زيجفريد هونكه
التأثير في الحضارة الغربية
يقول دونالد ر. هيل في كتابه العلوم والهندسة في الحضارة الإسلامية:
لقد صَنَّف الفلكيون الإسلاميون مجموعة مؤلفات وافرة الثراء بقي منها حوالي عشرة الآف مخطوط محفوظ في مكتبات جنوب غرب آسيا، وشمال أفريقيا، وأوربا والولايات المتحدة. وخلال القرنين الماضيين أولى عدد قليل جدا من العلماء اهتمامهم إلى جزء من هذا التراث الحي، لكن معظمه لم يفهرس بعد. وعلى الرغم من هذا، فإنه يمكن إعادة تكوين صورة متقنة بدرجة معقولة للنشاط الإسلامي في مجال علم الفلك. وأكثر مصادر الإسلاميين المعنيين بفرع أو بآخر من فروع هذا العلم..... العلوم والهندسة في الحضارة الإسلامية دونالد ر. هيل
(( ولعلماء المسلمين أثر واضح في الفكر الأوربي، ذلك أن كتاب الفرغاني في الفلك المسمى (أصول الفلك) كان يدرس في جامعة بولونيا في إيطاليا. كذلك من المعترف به للعالم البتاني المتوفى عام 929 هـ / 1522 م دوره في تصحيح بعض المعلومات الواردة في " المجسطى " - وهو كتاب مشهور في الفلك - لبطليموس. وقد وازن البتاني بين التقاويم العربية والفارسية والرومية والمصرية القديمة، وثحدث عن منازل القمر التي ذكرت في القرآن الكريم، وأرصاد النجوم، وقد ترجمت كتبه إلى اللغة اللاتينية. وتوجد أصوله المخطوطه في المكتبة الوطنية بباريس. )) (10)
المسلمون في مجال الفلك في العصر الحديث
من علماء الفلك المسلمين المعاصرين
الدكتور فاروق الباز (12)
ولد الدكتور فاروق الباز في الأول من يناير عام 1938م من أسرة بسيطة الحال في قرية طوخ الأقلام من قرى السنبلاوين في محافظة الدقهلية.
حصل على شهادة البكالوريوس (كيمياء - جيولوجيا) في عام 1958م.
نال شهادة الماجستير في الجيولوجيا عام 1961م من معهد علم المعادن بميسوري الأمريكية.
حصل على عضوية فخرية في إحدى الجمعيات المهمة (Sigma Xi) تقديرا لجهوده في رسالة الماجستير.
نال شهادة الدكتوراه في عام 1964م وتخصص في التكنولوجيا الاقتصادية.
يشغل الدكتور فاروق الباز منصب مدير أبحاث الفضاء في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية.
كان نائبا للرئيس للعلم والتكنولوجيا في مؤسسة (آي تك) لأجهزة التصوير بمدينة لينكجستون، ولاية ماساتشوستس منذ عام 1973 إلى عام 1982.
قام الدكتور الباز بتأسيس وإدارة مركز دراسات الأرض والكواكب في المتحف الوطني للجو والفضاء بمعهد سميثونيان بواشنطن عاصمة الولايات المتحدة الامريكية.
وعمل بالإضافة إلى ذلك مستشارًا علميًّا للرئيس السادات ما بين 1978 – 1981.
منذ عام 1967 إلى عام 1972 عمل الدكتور فاروق الباز بمعامل بلّل بواشنطن كمشرف على التخطيط للدراسات القمرية واستكشاف سطح القمر.
وفي خلال هذه السنوات، اشترك في تقييم برنامج الوكالة الوطنية للطيران والفضاء "ناسا" للرحلات المدارية للقمر، بالإضافة إلى عضويته في المجموعات العلمية التدعيمية لإعداد مهمات رحلات أبوللو على سطح القمر.
شغل منصب سكرتير لجنة اختيار مواقع هبوط سفن برنامج أبوللو على سطح القمر.
كما كان رئيساً لفريق تدريبات رواد الفضاء في العلوم عامة وتصوير القمر خاصة.
شغل منصب رئيس أبحاث التجارب الخاصة بالمراقبات الأرضية من الفضاء والتصوير، وذلك في مشروع الرحلة الفضائية المشتركة أبوللو – سويوز في عام 1975.
قام الدكتور الباز بتدريس علم الجيولوجيا في جامعات أسيوط بمصر من عام 1958 – 1960 ،وميزوري بأمريكا من عام 1963 إلى 1964 وهيدلبرج في ألمانيا من عام 1964- 1965.
في عام 1966 عمل في الاستكشاف عن النفط في خليج السويس بقسم التنقيب في شركة بان أمريكان وذلك قبل التحاقه بشركة بلل في عام 1967.
وفي عام 1973م عمل كرئيس الملاحظة الكونية والتصوير في مشروع Apollo- soyuz الذي قام بأول مهمة أمريكية سوفييتية في تموز 1975م.
وفي عام 1986م انضم إلى جامعة بوسطن، في مركز الاستشعار عن بعد باستخدام تكنولوجيا الفضاء في مجالات الجيولوجيا والجغرافيا، وقد طور نظام الاستشعار عن بعد في اكتشاف بعض الآثار المصرية.
كتب د. الباز 12 كتابا، منها: أبوللو فوق القمر، الصحراء والأراضي الجافة، حرب الخليج والبيئة، أطلس لصور الأقمار الصناعية للكويت، ويشارك في المجلس الاستشاري لعدة مجلات علمية عالمية. كتب مقالات عديدة، وتمت لقاءات كثيرة عن قصة حياته وصلت إلى الأربعين، منها "النجوم المصرية في السماء"، "من الأهرام إلى القمر"، "الفتى الفلاح فوق القمر"، وغيرها انتخب د. الباز كعضو، أو مبعوث أو رئيس لما يقرب من 40 من المعاهد والمجالس واللجان، منها انتخابه مبعوثا لأكاديمية العالم الثالث للعلوم TWAS عام 1985م، وأصبح من مجلسها الاستشاري عام 1997م، وعضوا في مجلس العلوم والتكنولوجيا الفضائية، ورئيسا لمؤسسة الحفاظ على الآثار المصرية، وعضوا في المركز الدولي للفيزياء الأكاديمية في اليونسكو، مبعوث الأكاديمية الأفريقية للعلوم، زميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم بباكستان، وعضوا مؤسسا في الأكاديمية العربية للعلوم بلبنان، ورئيسا للجمعية العربية لأبحاث الصحراء.
حصل د. الباز على ما يقرب من 31 جائزة، منها: جائزة إنجاز أبوللو، الميدالية المميزة للعلوم، جائزة تدريب فريق العمل من ناسا، جائزة فريق علم القمريات، جائزة فريق العمل في مشروع أبوللو الأمريكي السوفييتي، جائزة ميريت من الدرجة الأولى من الرئيس أنور السادات، جائزة الباب الذهبي من المعهد الدولي في بوسطن، الابن المميز من محافظة الدقهلية، وقد سميت مدرسته الابتدائية باسمه، وهو ضمن مجلس أمناء الجمعية الجيولوجية في أمريكا، المركز المصري للدراسات الاقتصادية، مجلس العلاقات المصرية الأمريكية. وقد أنشأت الجمعية الجيولوجية في أمريكا جائزة سنوية باسمه أطلق عليها "جائزة فاروق الباز لأبحاث الصحراء".
تبلغ أوراق د. الباز العلمية المنشورة إلى ما يقرب من 540 ورقة علمية، سواء قام بها وحيدا أو بمشاركة آخرين، ويشرف على العديد من رسائل الدكتوراه.
جال د. فاروق العالم شرقا وغربا، وحاضر في العديد من المراكز البحثية والجامعات، أحب الرحلات الكشفية، وجمع العينات الصخرية منذ الصغر.
يجيد العربية والإنجليزية بطلاقة، كما يتحدث بعضا من الألمانية والفرنسية والأسبانية.
ومن العلماء البارزين في هذا المجال في العصر الحديث أيضا: الأستاذ الدكتور زغلول النجار:
وهو وإن كان متخصصا في " الجيولوجيا " - علم طبقات الأرض - إلا أن له باعا طويلا في علم الفلك أيضا... اضغط على الصورة أو انظر هذا الرابط وصلة نشطة
نصائح للمختصين في هذا العلم
1 - ربط هذا العلم بالإيمان بالله تعالى وعظمته وقدرته، وبالتفكر في مخلوقات الله.
2- الاستفادة من المخطوطات التي بذل المسلمون القدامى جهدا كبيرا في تأليفها وإعدادها، وذلك من خلال تحقيق هذه الموسوعات، وبيان أوجه السبق التي حازها المسلمون في هذا المجال العلمي المهم.
3 - بذل الجهد في كشف الحقائق العلمية والتي أخبر بها القرآن والكريم والنبي صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام.
4 - توظيف هذه الكشوف العلمية في الدعوة إلى الله، وتوضيح هذه الحقائق للناس جميعا ونشرها من خلال وسائل النشر الفعالة مثل الإنترنت والقنوات الفضائية........
5 - الاستفادة العملية من هذا العلم في خدمة المسلمين بصورة فعالة فيما يتعلق بالتوقيتات للأهلة وغيرها؛ مما يعود بالنفع على المسلمين، ويجمع بينهم، تحقيقا للوحدة الإسلامية المنشودة.
6 - إنشاء جامعة إسلامية علمية وعالمية كبيرة متخصصة في مجال علم الفلك تعني بدراسته والاستفادة الحقيقية منه في خدمة الإسلام والبشرية جميع، وتربية جيل قوي من الشباب على خبرة كبيرة ووعي بهذا الجانب العلمي المهم وهذا الهدف لا بد أن يتعاون الجميع لإنجازه.
يتبع
|