أختي ربانة : شكرا جزيلا لك على هذا المقال الجيد ،
نعم لقد هوجم سيد قطب بشكل شرس من جهات كثيرة لكل منها مخاطرها،
و جميعهم لم يذكروا السبب الحقيقي لهذا الهجوم
ذلك أنه يستنهض بشكل عجيب الهمم، يضع نقاط ضعفنا أمامنا و يدلنا على الطريق، الطريق الذي يجعل أمتنا في صدارة الأمم المتحضرة، بينما هم يحاولون التمكين لأصحاب السلطة حتى على حساب دينهم
على كل أستعين بكلمات سيد قطب نفسه
(إن المؤمن لا يستمد قيمه وتصوراته وموازينه من الناس حتى يأسى على تقدير الناس ، إنما يستمدها من رب الناس وهو حسبه وكافيه .. إنه لا يستمدها من شهوات الخلق حتى يتأرجح مع شهوات الخلق ، إنما يستمدها من ميزان الحق الثابت الذي لا يتأرجح ولا يميل .. إنه لا يتلقاها من هذا العالم الفاني المحدود ، وإنما تنبثق في ضميره من ينابيع الوجود .. فأنّى يجد في نفسه وهناً أو يجد في قلبه حزناً ، وهو موصول برب الناس وميزان الحق وينابيع الوجود ؟
إنه على الحق .. فماذا بعد الحق إلا الضلال ؟ وليكن للضلال سلطانه ، وليكن له هيله وهيلمانه ، ولتكن معه جموعه وجماهيره .. إن هذا لا يغير من الحق شيئاً ، إنه على الحق وليس بعد الحق إلا الضلال ، ولن يختار مؤمن الضلال على الحق - وهو مؤمن - ولن يعدل بالحق الضلال كائنة ما كانت الملابسات والأحوال ..
{ رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ، رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } . [ آل عمران : 8 - 9 ]
*/*\*/*\
أخي البالود شكراً جزيلا لك ، لقد أجدت كثيراً في وصف كتابات سيد قطب،
هل تقصد يا أخي البالود قصيدة
(أخي أنت حرٌّ وراء السدود)
أخي أنت حرٌّ وراء السدود ..... أخي أنت حرٌّ بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما .... فماذا يضيرك كيد العبيد؟!!
أخي:ستُبيد جيوش الظلام .... ويُشرق في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك إشراقها .... ترى الفجر يرمقنا من بعيد
أخي: قد أصابك سهم ذليل .... وغدرا رماك ذراع كليل
ستُبتَر يوماً فصبرٌ جميل .... ولم يدمَ بعدُ عرين الأسود
أخي: قد سرت من يديك الدماء .... أبت أن تُشلَّ بقيد الإماء
سترفع قربانها للسماء .. .... مخضبة بوسام الخلود
أخي هل تُراك سئمت الكفاح ؟ .. وألقيتَ عن كاهليك السلاح
فمن للضحايا يواسي الجراح ؟..... ويرفع راياتها من جديد
أخي: إنني اليوم صلب المراس ... أدكُّ صخور الجبال الرواسي
غدا سأشيحُ بفأسي الخلاص ... رؤوس الأفاعي إلى أن تبيد
أخي: إن ذرفت عليَّ الدموع ... وبللت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع ... وسيروا بها نحو مجد تليد
أخي: إنْ نمتْ نلقَ أحبابنا .... فروضات ربي اُعدَّت لنا
وأطيارها رفرفت حولنا ... فطوبى لنا في ديار الخلود
أخي إنني ما سئمتُ الكفاح ... ولا أنا ألقيتُ عني السلاح
فإنْ انا متُّ فإني شهيد ..... وأنت ستمضي بنصر مجيد
ساثار ولكن لرب ودين ... و أمضي على سنتي في يقين
فإما إلى النصر فوق الأنام ... وإما إلى الله في الخالدين .
قد اختارنا الله في دعوته .... وإنا سنمضي على سنته
فمنا الذين قضوا نحبهم .... ومنا الحفيظ على ذمته
أخي: فامضِ لاتلتقت للوراء ... طريقك قد خضبته الدماء
ولا تلتفت هنا أو هناك .... ولا تتطلع لغير السماء
للحقيقة أننا هنا في غزة في سجن كبير، لقد حاولت أن أحصل على ما أستطيع من كتابات سيد قطب ، و حسب علمي آخر قصائده هي هذه القصيدة و قصيدة "هبل"
و قد حصلت على قصائده التي منها تلك القصيدة في هذا الموضوع بطريقة عجيبة لعب فيها القدر الجزء الكبير، و لا علم لي ما إذا كانت له كتابات أخرى بعد ذلك،
على كل أكثر ما يهمني من كتاباته تلك التي تميزه كمفكر إسلامي، و أحاول أن استشف بعض معالم شخصيته من كتاباته السابقة، أتذكر أنه ربما قيل لي أن له روايات، و قد قيل لي أيامها أن فيها تقليد للعقاد على ما أظن، و لكني لم أحصل عليها و لا أحاول ذلك لأني على كل حال لن أجدها،
و أكون شاكرة لك أختي ربانة إن حاولت البحث عن أسمائها للتحذير فقط لأنها لا تعبر عن فكره الإسلامي.
أشكركم جزيلا على تفاعلكم معي بارك الله فيكما