ظهرت نظريات تدعي أن الحياة نشأت على الأرض بمحض الصدفة ولعل (دارون) عام 1859م ـ هو أشهر من أعلن ما يسمى بنظرية النشوء والتطور التي يعلن فيها أنه بعد رحلته المشهورة وما سجله من تشابه وتماثل بين الكائنات النباتية وبين الكائنات الحيوانية ـ وبدلاً من أن يدفعه هذا إلى الاستنتاج المباشر بأن من أوجد هذه الكائنات لابد وأن يكون واحداً طالما أن وحدات البناء من الخلايا ومكوناتها الجزيئية من الأحماض النووية تتماثل بدلاً من متابعة الخط المستقيم في الاستنتاج قرر أن يعبر رحلة المتاهة بالزعم بأن الحياة نشأت بمجرد المصادفة البحتة وأن تطور الكائنات من كائنات وحيدة الخلية إلى كائنات مركبة كان أساسه الصراع وأن البقاء للإصلاح وأن الكائنات الأقوى هي التي سادت وتسود باستمرار ـ وفاته أن الكائنات الدقيقة وحتى الفيروسات كانت ومازالت تعيش حولنا وكذا البكتريا والفطريات....الخ.
وأن تلك الكائنات لها دور في هذا التوازن بين الكائنات الحية، كما أن لها دوراً في دورات عناصر الكربون ـ والأكسجين والنيتروجين....الخ، كما أنها لها دورها في الحفاظ على التنوع الحيوي والذي صار هدفاً للإنسانية في حد ذاته أخيراً.
وقد اتخذت تلك المزاعم الفلسفية لنظرية دارون أساساً لفكر سياسي عنصر واستعماري ساد العالم منذ القرن التاسع عشر ومازال حتى الآن يدعو إلى ما يسمى بأن الحياة أساسها الصراع بين البشر والكائنات وأن البقاء فيها للأصلح وهو من وجهة نظرهم الرجل الأبيض واتخذ ذلك شعاراً لتأييد حملات الاستعمار التي زعمت بسيادة الرجل الأبيض على كل الأجناس التي احتلوا أرضها في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ـ كما أثمرت هذه المعتقدات الفلسفية العديد من موجات غلواء العنصرية مثل النازية متمثلة في هتلر والفاشيسيتية ويمثلها بوسوليني ثم في غيرهم كما ظهرت موجات ومخططات الحركة الصهيونية العنصرية والتي تنادي بأن اليهود هم الرعاة الحقيقيين للعالم المكلفون من الله وأن من سواهم ليسوا إلا كائنات كالبقر عليهم أن يعملوا ليأكلوا تحت إمرة الصهاينة!!.
والآن ونحن في مستهل القرن الواحد والعشرين علينا أن نراجع كل تلك النظريات الفرضية التي ثبت عدم سريانها كما أنها أصبحت تتضارب مع حقائق الاكتشافات العلمية الحديثة فليس من المقبول أو المعقول أن عالم ما بعد القرن الواحد والعشرين تظلله نظريات فرضية أساسها الظن ذو القدرة المحدودة على فهم واستيعاب وتفسير حقائق بناء الكون في الماضي والحاضر والمستقبل وحكمة خلق الإنسان على الأرض.
.
.
.