هل تستطيع الفيزياء تفسير كل شيء؟
إن البحث عن المعرفة الكاملة حلم راود الإنسان منذ آلاف السنين. فما أساطيره ودياناته القديمة وفلسفاته وسرانياته وشعائره إلا تعابير عن محاولة سبر أغوار المطلق وتمثل شكل الحقيقة. لقد أراد الإنسان أن يعرف العالم، فاخترع أدوات كثيرة منها الحساب ومنها الفيزياء، ومذاك أصبح دور العلوم دوراً رائداً في تقدمه وازدهاره. ولكن، إلى أي حد ستستمر العلوم في تقديم المعرفة للإنسان؟ هل التقدم العلمي لانهائي وبلا حدود؟ أم أن هناك حدوداً للعلم لا يستطيع تجاوزها؟ وما الذي يقدمه العلم فعلاً؟ هل يكتشف العلم القانون الطبيعي، أم يصفه، أم يفسره؟ وكيف نميز بين هذه الحالات؟ ما هي النظرية العلمية، وإلى أي حد تعتبر مبادئ الفيزياء وقوانين الطبيعة والثوابت الكونية التي يكتشفها العلم حدوداً لا تقبل التغيير أو التعديل؟ ألا يمكن أن يقودنا العلم إلى عوالم جديدة مختلفة كلياً عن مداركنا وحتى عن قوانيننا العلمية الحالية؟ هل يستطيع العلم في النهاية أن يصل بنا إلى معرفة كاملة ونهائية؟ وإذا كانت الفيزياء تستطيع تفسير كل شيء، فماذا سيحصل عندها للنوع البشري، الذي يقوم تطوره بل ووجوده على تقدم المعرفة؟