لقد طرحت أختي قضية جد خطيرة، فكل ما هو سواها يهون
يقول سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
"أن أحمق الحمق و أضل الضلال قوم رغبوا عما جاء به نبيهم إلى نبي غير نبيهم و إلى أمة غير أمتهم"
نعم للأسف سار شبابنا و شاباتنا وراء المغضوب عليهم كأنهم معصوبي الأعين، فأصبحنا غثاء كغثاء السيل، وما زلنا ننحدر .
و لكن ماذا نفعل و هل بيدنا شيء؟؟؟
اسمحي لى أن أكرر ما يقوله سيد قطب
" أما الشعوب فما هي بمعذورة أن تدع نفسها كالشيء التافه أو سقط المتاع. "
حسناً حسنًا و لكن أين يكمن الحل ، من أين يبدأ الطريق؟؟؟
و أقول
كما قال أخي البالود
النفس ثم الأسرة ثم المجتمع
هذا صحيح يجب أن نبدأ من القاعدة فلن يستطيع أحد أن يزرع القيم داخل الأنفس قسرا أو يجبر الأنفس على الولاء للإسلام
ومن خلال ذلك هناك عدة نقاط يجب الانتباه لها
1- أن هذه الجموع التائهة لا بد و أن فيها خير مخبوء علينا أن نبحث كيف نستخرجه و ننبه اصحابه له.
2- يجب أن يعلم المسئولون حدود مسئولياتهم
3- مقابلة الغزو الإعلامي بأعلام هادف مضاد
4- أن يتفرغ للتدبر في دين الله من يملكون ملكات عقلية و ليس كما يحدث الآن لا يلجأ إلى التخصصات الدينية إلا الفاشلون إلا من رحم ربي
5- أن يقدم رجال الدين حلولا واقعية للمشاكل المطروحة لا أن يكونوا هم في واد و المجتمع في واد آخر
6- الحفاظ على الشباب بغرس حب الله ورسوله منذ الصغر حتى ينظر إلى تلك التصرفات الممسوخة بشيء من الترفع و العزة و العمل على منع أسباب الانحراف عنهم في سني عمرهم الحرجة بالمراقبة الواعية
7- العمل على رفعة الأمة في كل المجالات خاصة في مجال الاكتفاء الذاتي بشكل يمنع عنا صفة التسول و الاستجداء
8- أن يكون كل شخص قدوة في تعاملاته و أخلاقه و علمه و عمله
و لكني أرى أن أهم شيء يجب الانتباه له
" وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ "
أن الجهود الفردية هي جهود مشكورة تؤتي ثمارها و لكن الذي يميز الشعوب عن الأفراد هو العمل المتكامل المنظم و المخطط له و باتحاد الجهود يمكن مجابهة كيد الكائدين و مكرهم
و أنا على يقين أن ما نحتاجه هو اتحاد يضم ذوي النفوس الخيرة في العالم الإسلامي الكبير، عمل واحد هدفه الدعوة إلى فهم الإسلام بطريقة صحيحة، عمل متعدد المجالات ترصد له الموازنات و الإمكانات يخاطب الأفراد كما يخاطب أصحاب القرار، عملا بالحديث الشريف
"و الذي نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر و لتأخذن على يد السفيه و لتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم"
اعتقد أننا بهذه الطريقة فقط نكون قد أعددنا ما استطعنا و عملنا ما هو مطلوب منا أن نكون على مستواه .
و لكنها للأسف صرخة في واد.
و الله تعالى أعلم