أختي فاطمة
لا شك أن التربية لها دور كبير في التنشئة الصالحة أو العكس و لكنها ليست المؤثر الرئيسي
و لو كان الأمر كذلك لما كان من العدل أن يحاسبنا الله على تصرفاتنا كانت خيرا أم شرا إذا كان منشؤها التربية.
و كم من أناس صالحون كان أبناؤهم فجار و العكس صحيح،
إن المنطق يقول إن الأساس في هذه القضية هي النفس لأنها هي التي تحاسب في الآخرة و الله تعالى اعلم.
إن الإنسان حمل أمانة و لكن هل كانت نفسه وهبت القدرة على حملها ، هذا يختلف من شخص إلى آخر،
و التربية الصالحة توجه الشخص لحب الخير
و لكن كل إنسان يتعرض للابتلاءات سواء بالخير أو بالشر
و حينها تتفاعل لدى الشخص مؤهلاته التي منحها الله له و المحصلة التي جمعها من التربية و من الظروف المحيطة به
و يمتحن هل يصبر أم يتعجل ،
هل يتحمل أم ييأس و يقنط،
هل يشكر أم يتكبر، و
العجلة و اليأس و القنوط و الكبر من صفات الكافرين،
و إيماننا بأن الله عادل يدفعنا إلى اليقين بأنه رغم اختلاف الظروف كل شخص إلا أن الله لم يكن ظلاما للعبيد،
و أود أن ألفت إلى قضية مهمة في قول الله تعالى
"فسنيسره لليسرى" جاءت بعد " فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى" أي أن عمل الخير يؤدي إلى الهداية و تيسير طريق الخير
في حين أن
"فسنيسره للعسرى" جاءت بعد " وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى " مما يعني أن السيئة تختم على القلب و من ثم تؤدي إلى الاستمرار في طريق الشر إلا من رحم ربي .
هذه القضية كبيرة و أرى نفس رأي أستاذي
" تدخلنا في التخيير والتسخير ... وهو باب إذا فتح لا يغلق ".
و كوني دوما على قناعة بأن الله رحيم لطيف بعباده .
نسأل الله لنا و لجميع المسلمين الهداية و أن يثبت الإيمان في قلوبنا .