اختي فاطمة...
انا ارى والله اعلم ان قضية موت هابيل الممثل للخير لا تعني الهزيمة... لقد ارهقني السؤال عندما تمثلته بالفعل لكني قلت إن هابيل كان يمكن ان يقتل اخاه ... أو على الاقل ان يقاتله ويدفع عن نفسه ...لكنه من البداية كانت له مثاليات مختلفة ... قناعات ... اعتقاد ... ولذلك فقد قال من البداية " ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك... " السبب " إني اخاف الله رب العالمين" ... قمة الانقياد لأمر الله ... هذا الخوف هو العبادة الكاملة والتسليم بما امر الله ... لا لن اقتلك حتى لو مددت يدك ... فلتقض ما شئت ... لن احرك ساكنا مقابل انني اعلم انك ستبوء وحدك بالخسران اما انا فأعلم تماما انني الرابح في هذه الصفقة ... أين الخسارة إذن ؟ إنه الربح المطلق ... ولقد كفى هابيل انه يذكر ما بقيت السماوات والارض بأنه المتعقل المؤمن الواثق بالله ... وتبكيت قابيل انه ما دامت السماوات والارض رمز للفساد في الارض بنص الحديث انه سن سنة سئية فجاءه منها وزر ... في المقابل وبمفهوم المخالفة ربما نفهم ان لهابيل حسنة الثقة بالله والرضى به ...
ولذلك وإن مات هابيل فإن موته قد يكون عزة ...وفي موته نصر ... وإلا فمن اي زاوية يمكن النظر لموت هذا الصبي ... غلام الساحر؟ إن موته كان سببا في ايمان كل القوم ...عن بكرة ابيهم ... ولعلك تذكرين انه قال له فيما قال لست بقاتلي ... إلا ان تعمد إلى سهم من كنانتي تطلقه علي وتقول باسم الله رب هذا الغلام فإنك إن فعلت ذلك قتلتني ... وقد كان ذلك ومات الخير ... لكن موته هو النصر المبين ... أليس كذلك؟؟؟