أختي فاطمة
نحن متفقون على أن
التفكير العلمى كما سميته مر بمراحل كان أولها النظر إلى العلوم نظرة واحدة كانت تندرج تحت ما يسمى بالفلسفة ثم اتسعت دائرة العلوم و وصلنا إلى المرحلة التي وصفتها بالنظر وفق منطق التحليل ثم عادت لتتحد مرة أخرى لحل المشاكل الناتجة من تجزيء العلوم لما سميته منظومة العلوم المتكاملة و هكذا أعتقد أن كل مرحلة تعتقد أن طريقتها هي الأصح و المتماشية مع العصر و هكذا تدور حركة العلم مع استمرار الوجود الإنساني.
على العموم بالنسبة لقولك "" فنحن آخر من يدرك القطار (هذا فى حالة إدراكه أصلا ..فنحن قد انفصلنا عن الركب منذ زمن )
أطلب منك فقط عمل مقارنة سريعة بين حال أوروبا في العصر الوسيط مع حال المسلمين آنذاك .ألا ترين أن الفارق كان أكبر منه بيننا و بينهم الآن (و لكن في الاتجاه المعاكس). و مع ذلك لم يثنهم ذلك عن طلب العلم و البدء من الصفر فوصلو إلى ما وصلوا إليه الآن.
أعتقد أن المشكلة ليست في كم الفارق بيننا و بينهم مهما كان شاسعا و لكن المشكلة الحقيقية تكمن في الإرادة الحقيقية للشعوب و قياداتها و متى توفرت هذه الإرادة فلن يقف في وجه التطور شيء، و أنا معك أن اليأس يكتنف القلوب و لا نملك إلا أن نبذل جهدنا و كما قال أستاذنا المتفيزق لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
شكرا لك وبارك الله فيك