و أخيرا أقول
لقد أدهش هذا التوافق الهائل الحادث بين الرياضيات و بين علم الطبيعة علماء الطبيعة أنفسهم
و تساءل كثير منهم سر هذا الربط المتناسق المحكم بين
الكون كمخلوق أمرنا بتدبر آياته
و بين العقل التي أمرنا باحترامه بإتباع المنطق السليم
و من ثم بالرياضيات التي هي رياضة العقل.
لنستمع إلى أحد علماء الفيزياء و هو يقول "
"و لكن لماذا توجد علاقة بين الرياضيات و الفيزياء؟؟؟؟؟؟
فالرياضيات اختراع بشري استلهمناه من قدرتنا الفطرية لمعالجة الأفكار المجردة معالجة دقيقة ،
في حين أن الفيزياء تعنى بالعالم المادي - و هو شيء لم يكن لنا يد في خلقه –
و لا يبدو أن هناك سبباً لهذا الارتباط بين منطقنا الداخلي و بين منطق الخلق المادي"
و يقول
"و يبدو التوافق بين الرياضيات التي يمكن أن نستخدمها و بين العالم الحقيقي كأنه خبطة حظ"
......
أجيبوني بالله عليكم أليس لهذا جوابا واحداً فقط و هو
أن لهذا الكون خالقا واحدا مسبب الأسباب سن السنن و سيرها فيه و خلق العقل
وجعل المنطق غذاؤه
لينظر و ليتدبر فيها و ليكتشف آيات الله و يصل إلى الحقيقة الكبرى
و سبحان الله
"سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"
" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"
و قد استدل بعض علماء الغرب من هذا التوافق بين منطقنا الداخلي المتمثل في الرياضيات و بين منطق الخلق المادي المتمثل في الفيزياء على وجود الخالق الواحد المبدع القادر العظيم اللطيف الحي القيوم.