أستاذ البالود ........أنا أريد خبرتك ..فى أمس الحاجة إليها ..هذا ما أريده.
أختى ربانة..هناك أشياء تحسم بقرارات تحتاج لخبرة من هم فوق الأربعين ...ولكننا مضطرون إلى أنأخذ هذه القرارات فى سن صغيرة وقت تكون الخبرة فقيرة والعواقب خطيرة ...الإنسان يا ربانة يعيشها واحدة ..لماذا على أن أقنع بخبرة الأخطاء ولا أستفيد من تجارب من سبقونى لأسلك الطريق الصواب ...سأقص عليكم قصتى لكى تصل إليكم الصورة واضحة ....فى الصف الأول الإعدادى كنت بارعة فى الرسم كنت أرسم وجوه الأشخاص ببراعة ودقة ومراعاة للنسب والتفاصيل دون أن أدرسها ...وهذا كان يبهر معلمتى وكل من يرون رسمى فكنت آتى بالملامح بدقة ...قرأت عن حياة الرسامين وكنت أعجب بلوحاتهم .وأقول كم هى معبرة ؟؟؟ الصورة تجذب عين الإنسان قبل الكلمة ..قررت أننى عندما أكبر أدخل فنون جميلة ...جاء الصف الثانى الإعدادى كنت أدخل فى مسابقات قرآن كبرى وأحتك بشيوخ كثيرين وكنت أهتم بإجادة صوتى وتلاوتى فى القرآن .. وأحضر دروس دينية فى الفقه والسيرة والتفسير والعقيدة يوميا ..كنت أعجب كثيرا بشيخ (دكتور )يعطى محاضرات بالمسجد ..وأقول ما أعلمه !!!دوره فى المجتمع فعال ...محبوب من كل الناس ..يعالج أمراض المجتمع ..قررت أن أدرس العلوم الشرعية واشتريت كتبا قيمة وقلت لأبى أريد أن أحول تعليمى لكى يكون أزهريا ..أنا أريد أن أدرس العلوم الشرعية من الآن ...هذه هى ميولى ..جاء الصف الثالث الإعدادى ..كان معلم اللغة العربية متميز للغاية ..وكان يمدح مستواى فى اللغة العربية وكلما أتى موجه أو شخصية ذات شأن فى اللغة العربية إلى المدرسة للزيارة كان يعرفنى بهم بل ودخلت مسابقة التحدث باللغة العربية الفصحى ..وسار كل اهتمامى فى اللغة والصرف والضبط ..كنت أحتك مع عمالقة فى اللغة العربية ..وكنت معجبة لكلامهم وبلاغتهم واتساع علمهم فى اللغة العربية ..قلت يا أبت قد وجدت ضالتى فى اللغة العربية ..بإذن الله عندما أكبر سألتحق بكلية الآداب أو التربية قسم لغة عربية ..وأوحى لى خيالى المريض أنى موهوبة فى اللغة العربية وأنى فصيحة وبليغة ...ياااااااالله !!!..كلما أتذكر تلك الأيام أقول ما أحمقنى !!!فأنا متيقنة الآن أنى لست موهوبة أو فصيحة باللغة العربية ...خرجت من الصف الثالث الإعدادى وفارقت المعلم و عمالقة اللغة وفارقت أيضا ولعى باللغة ...جاءت أولى ثانوى ...لم تكن هناك أى مؤثرات خارجية فبدأت أعزف على النغمة المشهورة والمحفوظة عندنا وأقول أريد أن أكون طبيبة وأكون ... وأكون..كنت فى الترم الأول أدرس أحياء وكيمياء ..لم تكن هناك أدنى صلة بينى وبين المعلمين ..كنت أرى الفرق واضحا فى مذاكرتى للكيمياء والأحياء ..الكيمياء أذاكرها باستمتاع وخاصة باب الكيمياء النووية والحرارية ..أما الأحياء فأنا كنت أركمها ..وليلة الامتحان أكب عليها وآتى بالدرجة النهائية أيضا ..فى الترم الثانى درست فيزياء ...عجبا لما كنت أفعله !!..لم أكن أدرسها على أساس أنى طالبة ..لا بالعكس ..كنت أشرحها لأصدقائى ..واحل المسائل التى تعترضهم ..بل وأحل الأسئلة كما أهواها أنا ليس كما تحلها المعلمة ..أثبت القوانين كما أريدها أنا لا كما تثبتها المعلمة أو الكتب ..لم أكن أكثر من الأسئلة لمعلمى الفيزياء كما أفعل فى باقى المواد ..ربما لاقتناعى أنهم لا يعلمون سوى المناهج التى يشرحونها ..عجبا لما كنت أفعله عجبا !!..المهم قلت فى النهاية ..أبت ..أنا خُلقت للفيزياء ..وضحك أبى لأنه اعتاد على هذه المقولة منى ..هل يا ترى كلمتى هذه كمثل الكلمات التى قلتها من قبل ؟؟أم أنه اختيار صائب هذه المرة ؟؟؟...هل أنا أحب الفيزياء لسبب حقيقى أم هى مثل ما سبقها؟؟......أين موهبتى بالتحديد؟؟....أفتونى.