تعريف سريع ومبسط لآلة الزمن :
من المعروف في الهندسة أنه لتعيين موقع نقطة في الفراغ لابد من توفر ثلاثة احداثيات على الأقل . كذلك الحال بالنسبة للزمن , إذ أنه يلزم ثلاثة إحداثيات زمنية على الأقل لتحديد تاريخ وقوع حدث معين في الماضي , ولكن الأمر هنا أكثر تعقيدا لأن الزمن لا يسير في خط مستقيم كما يعتقد البعض . لذلك لابد من استخدام الاحداثيات الكروية وحساب التفاضل الجزئي .
وبعض الناس تعتقد أن التقويم الشمسي ( الميلادي ) كافي لوصف حدث تاريخي في الماضي , ولكن كما ذكرنا فان الشمس تمثل بعدا زمنيا واحدا فقط . واذا أضفنا التقويم القمري (الهجري) أصبح هناك احداثيان .. ولابد من وجود احداثي ثالث وهو في هذه الحالة لابد أن يكون التقويم النجمي .. ولكن لسوء الحظ فان التقويم الميلادي ( الشمسي ) الذي نعمل به الآن تعرض لتشويه كبير عندما اقتبسه الرومان من التقويم المصري القديم مما اضطرهم لأجراء عدة تصحيحات واسقاطات متعددة عبر التاريخ مما جعل هذا التقويم مشوها ولا يصلح للعمل به في تحديد تواريخ الأحداث الهامة في الماضي . ولسوء الحظ أيضا حدث خطأ جوهري في التقويم القمري عندما استعاره العرب من التقويم المصري القديم عندما فقد تزامنه الموسمي مع الشمس .. فأصبح شهر ربيع الأول مثلا يمكن أن يأتي في وقت الخريف أو الشتاء مثلا .. ويمكن أن يأتي شهر رمضان متزامنا مع شهر أغسطس في أشد أيام الصيف حرارة مما يسبب عبئا ثقيلا غير محتمل أحيانا على الصائمين .. في حين أن شهر رمضان في حقبة مصر الفرعونية كان يأتي دائما أبدا مع أقصر أيام السنة وهو ما يماثل شهر ديسمير الآن!!
هنا تتدخل آلة الزمن ببرامجها البالغة التطور لكي تصحح كل هذه الأخطاء وتعتمد في تحديدها للتواريخ على أكثر من عشرين احداثي زمني إلهي عالي الدقة مثل توقيتات الكسوف والخسوف للشمس والقمر ومثل توقيتات دوران الكواكب العشرة حول الشمس ومثل زوايا الميل للكواكب وبعدها وقربها من الأرض ومثل السنة العظمى ومثل توقيتات الكسوف والخسوف للكواكب السيارة .. كذا تعتمد آلة الزمن على عناصر التقويم المصري القديم الذي اكتشفه د. أسامة السعداوي وأعاد إحياؤه لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام !
< التقويم المصري القديم >
والسؤال الآن : كيف تقوم آلة الزمن بتحديد تاريخ حدث معروف أو غير معروف في الماضي ؟
إن آلة الزمن تفترض أن التقويم الشمسي الذي نعيشه الآن صحيحا , وحيث أن التقويم القمري ( الهجري ) يصحح نفسه تلقائيا كل 14 يوما.. ولأن حساب الكسوف والخسوف يتم في الأساس اعتمادا على دورة القمر فان آلة الزمن تقوم بالآتي :
تقوم آلة الزمن برصد تاريخ اليوم الذي نعيشه الآن ميلاديا وهجريا .
تقوم آلة الزمن بالرجوع الى الخلف في الماضي يوما بيوم مهما طالت مدة الرجوع . فاذا كان اليوم مثلا هو يوم الاثنين 17 يناير الموافق 7 شعبان ( مثلا ) .. فان الأمس لابد وأن يكون يوم الأحد 16 يناير 6 شعبان ولا يمكن أن يكون غير ذلك .
تقوم آلة الزمن بحساب هذا التاريخ منسوبا للتقويم النجمي الفرعوني لتصحيح وضع الشمس أولا بأول ضمانا لعدم تراكم أي خطأ في الحسابات .. ولإعادة وضع التقويم القمري في تزامنه الصحيح موسميا بالنسبة للشمس .. وهكذا الى أن نصل لتاريخ الحدث المطلوب .
تقوم آلة الزمن بحساب توقيت أقرب حدث لكسوف الشمس أو خسوف القمر ثم مقارنة هذا التوقيت لتوقيت وقوع الحدث للتأكد من سلامة الحسابات واجراء التصحيحات الضرورية في حالة وجود أي فوارق زمنية .
تقوم آلة الزمن بحساب ورصد التكوين الفلكي للمجموعة الشمسية بالكامل يوما بيوم أثناء رجوعها في الماضي مهما طالت مدة الرجوع وذلك للتأكد من انسيابية التواريخ ولضمان عدم حدوث أي شذوذ أو ازدواجية في حساب الزمن .
تعتمد آلة الزمن على جميع قواعد وعناصر علم الأسترولوجي الحديث في تحليل الأحداث والتواريخ المطلوبة .
تعتمد آلة الزمن على مخزون المعلومات التاريخية المتاحة عن الحوادث المطلوب تحليلها والكشف عنها .
تستخدم آلة الزمن برنامجا شديد التطور اسمه برنامج البحث الذاتي للتاريخ للبحث عن تاريخ وقوع حدث معين بادخال كل المعلومات المتاحة عن هذا الحدث وبدون تدخل العامل البشري .
تعتمد آلة الزمن على رصيدها من اللغة المصرية القديمة التي هي أساس كل اللغات الشرقية لتوصيف أسماء الأماكن والملوك والأشخاص للمساعدة في فهم ظروف ذلك الحدث
تعتمد آلة الزمن على حساب توقيتات الاصطفافات الفلكية المختلفة لكواكب المجموعة الشمسية عبر التاريخ لما لها من دلالات بالغة الأهمية في توصيف الأحداث وحساب الزمن .
ولقد استضاف تليفزيون الاسكندرية د. م اسامة السعداوي في أكثر من أربعين حلقة تليفزيونية أسبوعية مسلسلة على مدى عامين كاملين قام خلالها بشرح مبادئ علم الفلك الحديث واحدثت تلك الحلقات ردود أفعال طيبة للغاية بين كافة فئات الشعب خاصة جمهور المثقفين الذين فوجئوا بعمق وجدية وأهمية الدراسات الفلكية الحديثة وتأثيرها على سلوك الانسان وصحته النفسية والعضوية.
تعليق بسيط
في الوقت الذي كانت فيه آلة الزمن المصرية تقوم فيه بحساب توقيتات الكسوف والخسوف بدقة متناهية سواء في تواريخ الماضي أو الحاضر أو المستقبل وتنشرها في بعض الصحف العربية .. كان هناك رئيس قسم للفلك بأحد الجامعات العظمى يصدر كتابا يقول فيه لطلبته: " أما إذا أراد أحدكم أن يعرف توقيتات الكسوف والخسوف لعامين قادمين فعليه أن يشتري أي مجلة أجنبية فلكية متخصصة ويعرف منها تلك التوقيتات" .. وكم حزنت لتلك المقولة لعالم عربي "متخصص" في علوم الفلك ..