السلام عليكم
الإخوة الكرام : حياكم الله تعالى ..
قبل التعليق على بعض ما جاء في هذا الملف أشير إلى أربعة أمور :
1 – من خلال هذا الملف , كانت المرة الأولى التي أطلع فيها على هذا البحث وعلى مسمى ( آلة الزمن الثانية ) .
2 - لما كانت بدايات نشر هذه الأبحاث – وعلى شاشات التلفزيونات - قبل ما يزيد على عشر سنوات , أو خمس عشرة سنة , فلا شك أن هناك علماء أفذاذ قد ناقشوا وفندوا ما أشاعه الأستاذ الدكتور أسامة السعداوي في بحوثه , فيما يخص الشريعة الإسلامية السمحة .
ولكن عدم الإشارة إلى مواطن مثل تلك المناقشات عقب نشر مفهوم ( آلة الزمن الثانية ) ههنا , وما آتى به
وعدم وجود تعليقات للإخوة الأعضاء الكرام حول تلك المسائل – الحساسة - المثارة
فقد رغبت بالإشارة إلى بعض ما استوقفني منها , سائلاً الله العظيم ,
أن يجنبنا الزلل في الأقوال والأفعال
ومتمنياً على الجميع أن يصوبوا ويسددوا ما قد أشرد فيه .
3 - قبل الشروع في التعليق على ما ورد هنا , بحثت عن ( التقويم المصري القديم ) ومدلوله للدكتور أسامة السعداوي , فاطلعت عليه - وسأبينه لاحقاً -
لأنه كان أول ما استوفني في هذا الملف قوله في المشاركة ( 3 ) : (( ... ولسوء الحظ أيضا حدث خطأ جوهري في التقويم القمري عندما استعاره العرب من التقويم المصري القديم عندما فقد تزامنه الموسمي مع الشمس .. فأصبح شهر ربيع الأول مثلا يمكن أن يأتي في وقت الخريف أو الشتاء مثلا .. ويمكن أن يأتي شهر رمضان متزامنا مع شهر أغسطس في أشد أيام الصيف حرارة مما يسبب عبئا ثقيلا غير محتمل أحيانا على الصائمين .. في حين أن شهر رمضان في حقبة مصر الفرعونية كان يأتي دائما أبدا مع أقصر أيام السنة وهو ما يماثل شهر ديسمير الآن!! ))
4 - وحيث إنني لا أفقه شيئاً عن ( الهيروغليفية ) فإنني لن أتعرض إلى ما جاء عنها لا
من قريب ولا من بعيد .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
أولاً : ( التقويم المصري القديم – الفرعوني - ) الذي لقنه د. السعداوي لآلته التي تخرجُ له بنتائج غير مسبوقة :
جاء عن د. السعداوي في المشاركة ( 3 ) :
(( ... ولكن لسوء الحظ فان التقويم الميلادي ( الشمسي ) الذي نعمل به الآن تعرض لتشويه كبير عندما اقتبسه الرومان من التقويم المصري القديم مما اضطرهم لأجراء عدة تصحيحات واسقاطات متعددة عبر التاريخ مما جعل هذا التقويم مشوها ولا يصلح للعمل به في تحديد تواريخ الأحداث الهامة في الماضي . ولسوء الحظ أيضا حدث خطأ جوهري في التقويم القمري عندما استعاره العرب من التقويم المصري القديم عندما فقد تزامنه الموسمي مع الشمس .. فأصبح شهر ربيع الأول مثلا يمكن أن يأتي في وقت الخريف أو الشتاء مثلا .. ويمكن أن يأتي شهر رمضان متزامنا مع شهر أغسطس في أشد أيام الصيف حرارة مما يسبب عبئا ثقيلا غير محتمل أحيانا على الصائمين .. في حين أن شهر رمضان في حقبة مصر الفرعونية كان يأتي دائما أبدا مع أقصر أيام السنة وهو ما يماثل شهر ديسمير الآن!!
هنا تتدخل آلة الزمن ببرامجها البالغة التطور لكي تصحح كل هذه الأخطاء وتعتمد في تحديدها للتواريخ على أكثر من عشرين احداثي زمني إلهي عالي الدقة مثل توقيتات الكسوف والخسوف للشمس والقمر ومثل توقيتات دوران الكواكب العشرة حول الشمس ومثل زوايا الميل للكواكب وبعدها وقربها من الأرض ومثل السنة العظمى ومثل توقيتات الكسوف والخسوف للكواكب السيارة .. كذا تعتمد آلة الزمن على عناصر التقويم المصري القديم الذي اكتشفه د. أسامة السعداوي وأعاد إحياؤه لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام ! ))
أقول :
فما هو هذا التقويم الفرعوني المكتشَف , الذي يجعل ثبات الأشهر القمرية مع الأشهر الشمسية , رغم اختلاف عدد أيام سنة كلّ منهما ؟
يقول د. السعداوي عن هذا التقويم :
(( التقويم المصري القديم
Ancient Egyptian Calendar
deciphered by Dr. Ossama Alsaadaw
إكتشاف د. أسامة السعداوي
( ..... )
من أحد أعظم إنجازات نظرية أسـامـة السـعـداوي للهيروغليفية الصحيحة هي اكتشافه للتقويم المصري القديم وحل شفرته بصورة صحيحة لأول مرة في التاريخ القديم والحديث على حد سواء . ويعتبر العلماء أن هذا الاكتشاف هو من أعظم الإنجازات في علم المصريات منذ قرون طويلة . لقد حاول علماء عدة حضارات معاصرة أو تالية للحضارة المصرية القديمة مثل حضارات الفرس واليونان والرومان والعرب حل واقتباس التقويم المصري القديم إلا أنهم فشلوا في ذلك فشلا ذريعا وولدت تقاويم أخرى مشوهة مثل التقويم العبري والجولياني والقبطي والقمري أو الهجري والجريجوري .. إلخ .. وكلها بها عيوب جسيمة لا تستطيع بمفردها أن تؤرخ لأي حدث تاريخي تأريخا دقيقا مما استلزم اجراء العديد من التعديلات التاريخية على هذه التقاويم وأشهرها تعديل البابا جريجوري الثالث عشر عام 1582م الذي أسقط عشرة أيام كاملة من التقويم الجولياني ولا تزال الأخطاء تتراكم يوما بعد يوم إلى يومنا هذا .
أما التقويم المصري القديم (الفرعوني) فإنه لا يسمح بأي خطأ ولو لمدة ثانية واحدة على امتداد آلاف السنوات في حين أن التقويم الجولياني القديم كانت نسبة الخطأ به هي يوم واحد كامل كل 128 عاما . أما التقويم الهجري العربي ففيه عيب خطير وهو عدم تزامنه مع الفصول الموسمية الشمسية علاوة على نسبة الخطأ التي تصل إلى يوم كامل نتيجة لاعتماده على الرؤيا .
إن المواسم والأعياد والأحداث التاريخية عند قدماء المصريين كانت متزامنة شمسيا وقمريا وفلكيا بصورة ثابتة وقاطعة ودقيقة للغاية . فشهر الصوم مثلا كان ثابت موسميا ويأتي دائما في أقصر يوم في السنة الشمسية وهو ما يتوافق تقريبا مع شهر ديسمبر الآن .. في حين نجد أنه من الممكن أن يحل شهر الصوم الآن في شهر يونيو مثلا حيث يصل طول النهار إلى أقصاه وتصل درجة الحرارة إلى أعلى معدلاتها مما يلقي عبئا ثقيلا على الصائمين .
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيـام
كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقـون
(...... )
ويتميز التقويم المصري القديـم بالمعالم الآتية :
1 - أنه يستخدم الإحداثيات الفلكية الكروية رباعية الأبعاد .
2 - أنه يستخدم الحركة المزدوجة المركبة للشمس والقمر منسوبة إلى عناصر ارتكاز فلكية ثابتة .
3 - أنه يستخدم نظام الثلاثة عشر شهرا للعام وسبعة أيام للأسبوع .
4 - الشهور الإثنى عشر الأولى تكون ثابتة في مدتها وهي 28 يوما للشهر . كل شهر مكون مـن 4 أسابيع وكل أسبوع مكون مـن 7 أيام .
5- الشهر الثالث عشر ويسمى (الشهر الحرام) غير ثابت في مدته ويمتد ما بين 2 إلى 7 أسابيع بحد أقصى 49 يوما .
6 - السنة المصرية تبدأ دائما بيوم الأحد ( 1 ) .. وهو أيضا اليوم رقم1 من الأسبوع الأول .
7 - السنة المصرية تبدأ دائما بيوم شم النسيم الذي كان يحتفل به المصريون جميعا .
8 - السنة المصرية كانت تبدأ دائما منسوبة إلى نقطة فلكية ثابتة وهي يوم الإعتدال الربيعي وهو ما يوافق الآن 21 مارس .
9 - يوم الإعتدال الربيعي كان يحدد بطرقة بسيطة بقياس طول الظل .
10 - السنة المصرية كان لها :
أ - 336 يوما كحد أدنى
ب - 385 يوما كحد أقصى
ج - 365 يوما شمسيا
د - 354 يوما قمريا
متوسط مجموع هذه العناصر الأربعة هو طول السنة المصرية الحقيقي ويحسب كالآتي :
(336 + 385 + 365 + 354 ) / 4 = 360 يوما
وهـو ما يمثـل _ دائــرة _ فـلـكـيـة مـتـقــنـة
وعـلى ذلك يعمل التقويم المصري القديم كما يلي :
1 - حـدد يوم الإعتدال الربيعي .
2 - حـدد أول اكتمال للقمر بعد الإعتدال الربيعي .
3 - أترك أول يوم أحد .
4 - ثاني يوم أحد بعد اكتمال البدر هو أول يوم في السنة الجديدة وهو يوم شم النسيم . وهو أيضا أول يوم في أول أسبوع من السنة الجديدة .
5 - عـد 12 شهر .. كل شهر 4 أسابيع .. وكل أسبوع سبعة أيام .. حتى يمر 48 أسبوع أو 336 يوما .
6 - الشهر 13 .. وهو الشهر الحرام .. يبدأ مع بداية الأسبوع 49 ويستمر عدة أسابيع كاملة (-3-4- -7 أسابيع) حتى يوم شم النسيم التالي الذي يجب أن يكون يوم أحد أيضا بناء على الحسابات السابقة .
7 - تتكرر الدورة .
نلاحظ أن الشهور القمرية وهي اثنى عشر (12) شهرا تقع داخل نطاق السنة الفلكية ولا يمكن أن تقع خارجها لكنها تتزامن موسميا مع حركة الشمس وأيضا حركة النجوم وهو السر في عبقرية التقويم المصري القديم . من هذا المنطلق نجد أن أول يوم من شهر محرم المصري القديم كان متزامن موسميا مع التقويم الشمسي ويقع دائما مع رؤية أول هلال بعد شم النسيم .. أي بعد أيام قليلة من بدأ السنة المصرية القديمة. وهكذا نرى أن السنة المصرية الشمسية والسنة المصرية القمرية كانتا متزامنتين معا.
إقتراح
أقترح على الأمة الإسلامية أن تجعل أول محرم من كل سنة قمرية (هجرية) يبدأ دائما مع ميلاد أول هلال بعد عيد شم النسيم .. وبذلك تتزامن السنة القمرية (الهجرية) مع السنة الشمسية بصورة مستديمة .. وهكذا يقع شهر رمضان دائما في الشتاء ويقع الحج دائما في الربيع مما يخفف على المسلمين مشاق الصيام والحج في أشهر الصيف القائظ .. وهكذا نعود إلى الأصول التي علـّمها الله سبحانه وتعالى لسيدنا آدم عليه السلام
الرحمن . علـّم القرآن . خلق الإنسان . علـّمه البيان
الرحمن 1 - 4
د. أسامة السعداوي
( التأريخ عند قدماء المصريين كان ينسب إلى طوفان نوح - أي أن عدد السنين كان يحسب بدءا من طوفان نوح )
وذلك طبقا لنصوص حجر باليرمو ))
- - - - - - -
- ملحوظة : الذي ورد بين الأقواس هكذا ( ...... ) هو من عندي , وهو إشارة لمحذوف , والمحذوف هو رسومات لقدماء المصريين .
أقول :
حيث إن د . السعداوي يستشهد بالقرآن المجيد على صحة كثير مما ينشره ويبثه بين الناس , فكيف به يغمض عينيه ويصم أذنيه عن نص قرآني صريح قطعي الدلالة , في بيان عدد الشهور وأنها ( اثْنَا عَشَرَ شَهْراً ) ليقبلها سعادته ثلاثة عشر شهراً , ويعود بنا إلى النسيء ولكن بصورة مختلفة , ويدعو الناس إلى الأخذ بذلك ؟
يقول الله تعالى :
( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) (التوبة: من الآية36)
وكيف بالدكتور السعداوي يشيح بوجهه ويضرب عرض الحائط بتواتر عمل الأمة الإسلامية قاطبة , في تنقل أيام الصوم , على جميع المواسم , منذ أن فُرض عليها الصوم وحتى يوم الناس هذا , ليقرر - بشفقة !! - : (( ... ويمكن أن يأتي شهر رمضان متزامنا مع شهر أغسطس في أشد أيام الصيف حرارة مما يسبب عبئا ثقيلا غير محتمل أحيانا على الصائمين .. في حين أن شهر رمضان في حقبة مصر الفرعونية كان يأتي دائما أبدا مع أقصر أيام السنة وهو ما يماثل شهر ديسمير الآن!! ))
وليقول :
(( أقترح على الأمة الإسلامية أن تجعل أول محرم من كل سنة قمرية (هجرية) يبدأ دائما مع ميلاد أول هلال بعد عيد شم النسيم .. وبذلك تتزامن السنة القمرية (الهجرية) مع السنة الشمسية بصورة مستديمة .. وهكذا يقع شهر رمضان دائما في الشتاء ويقع الحج دائما في الربيع مما يخفف على المسلمين مشاق الصيام والحج في أشهر الصيف القائظ .. وهكذا نعود إلى الأصول التي علـّمها الله سبحانه وتعالى لسيدنا آدم عليه السلام ))
أقول :
أفليس الرحمن الرحيم , جل جلاله , بأعلم بما يطيقه خلقه وما لا يطيقونه ؟
أفليس خالق الكون , جلت عظمته , بأعلم بما كان وما سيكون ؟
أكتفي بهذه الإشارة المقتضبة ولا أحسب أن الأمر يستحق مزيد تعليق , فلم تكن الشمس يوماً بحاجة إلى دليل .
- - - يتبع - - -