بسم الله الرحمن الرحيم
أعتقد بأن هذا الموضوع من اكثر المواضيع التي أهتممت بها ومنذ زمن طويل ، فلا يخفى علينا البيان الذي يصدر من مجلس القضاء الاعلى والذي يعلن فيه دعوة الناس الى تحري ورؤية هلال شهر رمضان المبارك ، وأذكر أن هذا الموضوع يشد إنتباهي عندما كنت صغيرا أيام المرحلة الابتدائية وكنت أتسائل (( الى هذي الدرجة يختفي القمر الذي ينير الليل )) وكان يراودني تفكير ربما أصبح مضحكا مع مرور الوقت وزيادة المعرفة (( كنت أظن أن القمر يخرج قليلا من الافق ثم يغرب بعد غروب الشمس )) ، ولكن بتاكيد أستفدت من هذا التفكير المضحك والبريء وهو أن الرؤية ممكنة بعد غروب الشمس بوقت قصير ، وأذكر أن الناس لاتفارق وسائل الاعلام بعد غروب الشمس في يوم 29 شعبان.
وأذكر أنني كنت أتوجه الى سطح المنزل وأنا صغير لمحاولة رؤية الهلال ولكن والدي يقول وهو يضحك أن هذا مستحيل وأنك تحتاج الى الخروج من المدينة بحكم أن المباني تغطي الافق وربما تحتاج الى مساعدة بصرية (( منظار )).
أما الان فالتفكير والمعرفة وبتاكيد أصبحت مختلفه كثيرا خصوصا أننا نعيش في عالم الضغطة الواحدة على الزر للحصول على أي معلومة مهمة وفي أسرع وقت ، عصر التقنية والانترنت.
دعونا في البداية نتحدث قليلا عن ذلك الجرم الشماوي العجيب وهو القمر
القمر
يعتبر القمر أقرب جرم سماوي الى سطح الارض وأقواها سطوعا في الليالي ، يشكل القمر جرما جيدا للفيزيائيين والفلكيين المبتدئين ، لسهولة رؤية معالم سطحه بالعين المجردة ، ايضا يمكن بالمنظار الثنائي رؤية بعض الفوهات البركانية ، لايعلم الفلكيون علم اليقين كيف تكون القمر بإعتباره فريد من نوعه عن بقية التوابع الاخرى بعض الدراسات تقول أنه انفصل عن الارض او ان الارض اسرته او انه تكون من مواد حول الارض في بداية نشأتها ، هناك ايضا نظرية الترشاش العظيم ومفادها ان جسما بحجم المريخ ارتطم بالارض الفتية فتكون القمر من انقاض ذلك الارتطام.
1- حركة القمر في السماء :
الاولى : حركة يومية وهى حركة من الشرق الى الغرب وسببها هو دوران الارض حول نفسها وهى نفس الحركة الملاحظة على جميع الاجرام السماوية كالشمس والكواكب وغيرها ، وبسبب هذي الحركة قال العلماء الاقدمون أن الارض هى مركز الكون.
الثانية : حركة شهرية من الغرب الى الشرق ويمكن ملاحظتها بمراقبة الموقع النسبي للقمر مقارنة بأحد النجوم في الخلفية السماوية بعد الغروب مثلا ، حيث نلاحظ أن القمر يتحرك بسرعة زاوية مقدارها 0.55 درجة في الساعة ويكمل دورته في 27 يوما وثلث اليوم تقريبا وتسمى هذي الفترة بالشهر النجومي .
2- أطوار القمر :
في نهاية الشهر القمري وعندما يكون القمر تقريبا بين الارض والشمس حيث أننا لانستطيع رؤية القمر نهائيا (( نستطيع رؤية المحاق عند حدوث كسوف للشمس حيث يحول بينها وبين الارض )) تمسى هذي الفترة البسيطة بالاقتران أو المحاق ، بعد ذلك يبدأ القمر رحلة جديدة حول الارض ويبدأ ضوء الشمس المعكس يظهر على سطحه تدريجيا ويصبح خلالها هلالا نحيفا جدا ويبدأ بعدها الشهر القمري فلكيا ، ولايمكن رؤيته الهلال في هذي الحالة إلا بعد غروب الشمس بسبب أن نور الشمس أقوى بكثير من نور الهلال (( جميعنا نعلم الان أن الرؤية تتحقق بشرطين الاول حدوث الاقتران والثاني غروب القمر بعد غروب الشمس )) ، هذا مايتعلق بالمحاق وولادة الهلال.
في اليوم التالي من الشهر القمري نلاحظ أن الهلال النحيف أصبح سميكا بعد الشيء (( يزيد نور القمر يوميا بمقدار نصف السبع من نورانية البدر الكامل )) ، أيضا نلاحظ أن وقت غروب أختلف كثيرا وقد زاد بمقدار 52 دقيقة عن اليوم الفائت ، (( ويستمر على هذي الزيادة في وقت الغروب طوال الشهر القمري )).
ويستمر القمر في رحلته نحو الشرق حتى يصبح موقعه بمقدار 90 درجة من خط الاقتران ويصبح في وسط السماء تقريبا عند الغروب ويسمى نصف بدر في هذ الحالة (( تربيع أول )) ، ويواصل رحلته حتى نلاحظه أصبح بدرا كاملا ويميل بمقدار 180 درجة عن خط الاقتران ويصبح في وسط السماء تقريبا منتصف الليل ، ثم يبدأ بعدها نور القمر بالتناقص حتى يصبح نصف بدر مرة أخرى (( تربيع أخير )) ويكون في منتصف السماء تقريبا عند شروق الشمس ، ثم يعود مرة أخرى كالعرجون القديم ثم المحاق مرة أخرى.
تسمى هذي الحالات التي يمر بها القمر (( محاق - هلال - نصف بدر - بدر - نصف بدر - العرجون القديم - ثم المحاق مرة اخرى )) بأطوار القمر Moon Phases ، تابع الصورة أسفل :
أيضا هذي الصورة :
معلومات أخرى عن القمر :
يختلف القمر كثيرا عن توابع الكواكب الاخرى بمميزات فريدة من نوعها تبين حكمة الخالق سبحانه وتعالى :
1- يميل مستوى مدار القمر حول الارض على مستوى مدار الارض حول الشمس بمقدار 5 درجات وبنفس المقدار يميل عن خط الاستواء ، ويختلف بذلك عن توابع الكواكب الاخرى كالمشتري وزحل واورانوس التي تدور على نفس خط الاستواء لكواكبها (( لو كان القمر يدور بمستوى خط الاستواء للارض لحدث خسوف قمري وكسوف شمسي شهريا )) .... سبحان الله ، سبحان الله ، سبحان الله .
2- كتلة القمر تعادل 1.2% من كتلة الارض ، ويختلف بذلك عن التوابع الاخرى التي كتلتها تعادل تقريبا 0.1% من كتلة كواكبها.
3- يكمل القمر دورة كاملة حول نفسه بنفس المدة التي يكمل بها تدورته حول الارض ، وهذا يعني أننا نرى وجها واحدا للقمر على مدى الاعوام والدهور.
4- يسقط القمر نحو الارض بإستمرار ولكنه لايصيبها ، وهى حركة سقوط حر نحو مركز الثقل المشترك بين كتلتي الارض والقمر معا ، (( يسقط القمر نحو الارض بمقدار 0.14 متر في الثانية )).
5- جاذبية القمر تعادل سدس جاذبية الارض ، وهذا يعني أن القمر لايستطيع تكوين غلاف جوي حوله بسبب جاذبيته الضعيفة ، وهذا يعني إنعدام الجو على سطحه .
6- البعد عن الارض = 384400 كيلو متر ، الكتلة = 7.35 * 10^22 كيلوجرام ، نصف القطر = 1783.1 كيلومتر ، الكثافة = 3350 كيلوجرام لكل متر مكعب .
وهذي الصورة توضح تلك المعلومات إضافة الى معلومات أخرى
