و لكن
و للحقيقة أني كلما قرأت هذه الكلمات أندب تقصير المسلمين في أداء واجبهم بالدعوة إلى الإسلام و تقصيرهم في أن يكونوا قدوة تمثل الإسلام لتنير الطريق أمام من هم من مثل هذا الإنسان الذي كانت روحه حائرة في وجود ترى أن دينها لا يقدم لها الزاد الذي يشبع رغبتها في العلم و المعرفة، و تبحث فلا تجد الأمن إلا في العلم ، و أتوقع أنه لو عرف أينشتين -و من مثله من العلماء- الإسلام كما ينبغي- لأبدع أكثر كثيرا مما فعل
(طبعا هو يقع عليه جزء من المسئولية في عدم البحث عن أهم ما في الوجود و لكن جانب كبير من المسئولية ملقى علينا نحن المسلمين في تقصيرنا بالدعوة و تقصيرنا تجاه أنفسنا حين عدنا صورة سيئة لا تدعو إلى الإسلام بقدر ما تنفر منه)
و لأدلل على ذلك أؤكد أن المعتقدات التي كانت لدى أينشتين و تصوره عن الكون هو الذي جعله يرفض ميكانيكا الكم كما قلنا مسبقا و لكن المسلم الحق فتح الإسلام و القرآن أفاقه ليستوعب ذلك لأنه يؤمن أن الله حي قيوم يمسك السموات و الأرض أن تزولا و من ثم لا شيء يمنع أن تكون العشوائية المقصودة في ميكانيكا الكم مطلقة .
و يؤكد ذلك المشاركة الرائعة رقم 54 لأخي رابح في موضوع "النسبية و الفيزياء ... تساؤلات حائرة"
http://69.16.251.111/~khalafal/vb/sh...t=17283&page=4
حيث قال
"بل على العكس .. أرى أن لاحتمية ميكانيك الكم أقرب إلى الدين الإسلامي من الحتمية الفيزيائية.
وإليك مثالا من القرآن :
(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) – فصلت – الآية 11
الحقيقة الأولى : حالة المادة - وَهِيَ دُخَانٌ ... يتضمن معنى الحركة العشوائية أو معنى عدم التحديد وهو الأصل في الأشياء ..
الحقيقة الثانية : أمر المولى عز وجل - اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ...
الحقيقة الثالثة : استجابة المادة لأمر خالقها - أَتَيْنَا طَائِعِينَ ...
وبما أن المادة لم تأت كرها فهي ليست خاضعة لحتمية دقيقة
ولأنها أتت طوعا ومن تلقاء نفسها فهي تسبح الله وتعبده وكلها آذان صاغية لتلقي الأوامر من الله ...
فكيف تكون على أهبة الاستعداد لتنفيذ الأمر الإلهي وهي في حالة محددة جيدا لا تستطيع أن تحيد عنها؟
بل أن حالتها تتضمن جميع الإمكانيات دفعة واحدة حتى إذا تلقت الأمر الإلهي المحدد نفذته (انهيار الموجة) كما يكب أحدنا على وجهه ساجدا أثناء تأدية الصلاة.
"