وقع بالصدفة قبل عدة سنين تحت يدي كتاب هو من أروع ما قرأت
هذا الكتاب للكاتب الجزائري
د. أحمد عروة
و قد نقله عن الفرنسية
د. عثمان أمين
و الكتاب طبع
عام 1395هـ ، 1975 م
و الكتاب بعنوان
"الإسلام على مفترق الطرق"
أقول ذلك لأن هذا الكتاب رغم ذلك لا زال يتناول قضايا مصيرية تهم العالم الإسلامي بأسره
و لا أدري
هل أمدح الكاتب بأن
ما تناوله من قضايا هي من أشد قضايانا أهمية ،
و أن طريقة طرحه نحن بحاجة ماسة إليها لأن كتابنا و مفكرينا المعاصرين لم يطرحوا قضايانا بهذا العمق
و لم يتجلى لهم الطريق بهذا الوضوح
أم أقدح بالأمة الإسلامية و الحركات الإسلامية التي تصم آذانها و لا تجيد الاستماع و لا تلتقط الحكمة
وتستعجل التمكين في الأرض فأين نحن من هذا الحديث
"شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة ، فقلنا : ألا تستنصر لنا ، ألا تدعو لنا ؟ فقال : ( قد كان من قبلكم ، يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض ، فيجعل فيها ، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ، فما يصده ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر ، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ، لا يخاف إلا الله ، والذئب على غنمه ، ولكنكم تستعجلون ) . "
إنني أرى أن قراراتهم بتسلم السلطة أو التأثير فيها كانت قرارات مستعجلة سواء كان في الجزائر أم في تركيا أم في الأردن أو عندنا في فلسطين.
و المشكلة الأهم أننا لا نتعلم من تجاربنا عوضا عن أن نتعلم من تجارب إخواننا في الدول المسلمة ، و نصر أن نعيد الكرة
على كل حال
هذا الكاتب و رغم أني لم أقرأ له سوى هذا الكتاب أضعه على التوازي مع عملاق كتابنا الإسلاميين
سيد قطب.
و أنا هنا سأقتطف من بعض ما كتبه و أسأل الله أن يوفقنا و يرضى عنا و يرحمنا و يغفر لنا جميعا و لكاتب هذا الكتاب في هذا الشهر الكريم و نسأل لله له الرحمة و الغفران
يتبع