فهناك من الناس للأسف من ينبهر بالأسباب التقنية و ينشغل بها عن مسبب الأسباب،
يقول د. "أحمد عروة"
" و ما من قصور هو أسوأ من قصور المشتغل بالعلم الذي يقف عند الاكتشاف الصوري للبنيات و المتغيرات و يغمض العين عن وحدة المجموع و مدلوله، و نراه يضرب بقدميه على أبواب النور إلا أنه يشل ذهنه فينحرف عن الطريق القويم."
و هناك من يغره ذكائه فيتخذه إلهاً من دون الله !!!!!
و من الناس من ينبهر بالغرب ابتداء و انتهاء و لا شيء بعد ذلك،
يقول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
"لعمري ليس أحقر من الإنسان الجاهل بكل شيء إلا من يسكره علمه اليسير عن جهله الغزير، و ليس أحقر من هذا و لا ذاك إلا جاهل يتباهى بعلم غيره أو كسول يفخر بجهد سواه "
و منهم من يبدأ بأفكار إلحادية مسبقة و يفسر العلم في إطارها ، و الأدهى أنه يضع منطق ليسير عليه الباحثين بحيث يحجب كل إمكانية توصله إلى الإيمان بالله
و يؤكد ذلك المنهج الذي يسير عليه الغرب بالإدعاء
" أن السببية تنتهي حيث تبدأ الميتافيزيقا "
يؤكد ذلك أيضا هذا المقطع من الموضوع الذي طرحته الأخت جمانة
"الخلق بين الحقائق القرآنية والنظريات البشرية"
(ورغم أن دارون نفسه لم يكن ملحداً بل كان يؤمن بالمسيحية ـ كما أنه يسلم في نظريته بأن الإله الخالق هو الذي وهب الحياة الأولى على الأرض ـ إلا أن مذاهب الفلسفة المادية والإلحادية والتي سادت أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين قد احتضنت نظرية دارون للنشوء والتطور كجزء من معتقداتها المذهبية واتخذتها ذريعة لإنكار وجود الله الخالق ـ وها نحن نجد العالم الفرنسي الملحد Jack Monod وهو أحد المشتغلين بالبيولوجيا الجزيئية يكتب في الستينات من القرن العشرين أن نظرية النشوء والتطور تفسر نشأة الحياة على الأرض وتطورها تحت تأثير عاملي الصدفة والحاجة Chance and necessity وامتداد لذلك يعتقد البعض أن حدوث الطفرات الوراثية يفسر وسيلة حدوث التطور.)
!!!!!!!!!!!!!!!!!
يقول د. أحمد عروة في ذلك
"من الناس من يرون أن العلم يتعارض مع حرية المشيئة الإلهية،
و كأن الاضطراب وحده هو الشيء الإلهي،
و كأن الإرتجال المعجز هو المنهج الوحيد عند الله لتدبير العالم
وكلما اكتشفوا علة فيزيقية لمعلول طبيعي ظنوا أنهم وجهوا إلى الدين ضربة قاصمة
و كأن الأرض الموضوعة في مدارها حول الشمس قد انتزعت من بين يدي الله،
إي فكرة سطحية عن الله و عن الكون تلك التي علقت بالأذهان."