أختي ربانة
أحيي فيك ثراء الأفكار عندك و قدرتك على ربطها ببعضها البعض، وعملك على تنمية الفكرة في ذهنك و عدم اكتفائك بالانطباع الأول.
و أقول فيما يتعلق بحديثك عن الانحناء للعاصفة
أوافقك الرأي في كل ما قلته ، نعم قد ينحني المؤمن ، و لنا في رسول الله صلى الله عليه و سلم قدوة حسنة،
فها هو و المؤمنين في مكة يتعرضون لأشد العذاب و يتحملون الأذى ، و قد كان الله قادرا على أن ينصرهم منذ البداية .
و لكن ذلك لم يكن الانحناء بالمعنى الذي يراه البعض،
فالمؤمن كما يقول سيد قطب هو الأعلى دائما، فماذا تكون الأرض كلها و ماذا يكون الناس و هو من الله يتلقى و إلى الله يرجع و على منهجه يسير.
و لكنه انحناء الواثق بنفسه المعتز بدينه ،
المستعد للتضحية فيما قد يراه الناس كبريائه ليعلو بدينه،
إنه ذل في الظاهر و علو همة في داخل النفس.
و الإنحناء متى كان له حكمة، و الحكمة هنا هي تربية الجيل الأول الذي سيحمل شعلة الرسالة الخالدة من خلال المحنة. و قد رأينا كيف صنع ذلك الجيل المعجزات.
و أكتفي بهذا المثال رغم أن هناك الكثير غيره.