يقول الله تعالى
"مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ"
لقد لقي المسلمون في مكة شدة و تمت تربية الجيل الأول من خلال المحنة .
أما الأنصار فقد عاشوا ميلاد الدولة الجديدة، و توج هذا الميلاد بالنصر المؤزر يوم بدر،
و طارت قلوب المسلمين فرحا حتى حسب المسلمون أن لا هزيمة بعد اليوم.
خاصة و قد قاتلت الملائكة و وقعت المعجزة الحسية.
من أجل ذلك عندما لاحت بوارق حرب جديدة تسارع المسلمون إلى دخولها ،
و عندما بدا لهم أن رسول الله يرغب البقاء في المدينة للدفاع عنها ما تمالكت أعصابهم هذا الأمر و اندفعوا بوعي و بغير وعي يطالبون الخروج لملاقاة العدو.
يقول المقريزي
"فقال فتيان أحداث لم يشهدوا بدرا و طلبوا الشهادة و أحبوا لقاء العدو ، أخرج بنا إلى أعدائنا"
و قال حمزة و سعد بن عبادة و النعمان بن مالك في طائفة من الأنصار
"أنا نخشى يا رسول الله أن يظن عدونا أنا كرهنا الخروج إليهم جبنا عن لقائهم ،
فيكون هذا جرأة منهم علينا و قد كنت في بدر في ثلاثمائة رجل فظفرك الله عليهم،
و نحن اليوم بشر كثير ، قد كنا نتمنى هذا اليوم و ندعو الله به، فساقه الله إلنا في ساحتنا.
و رسول الله لما يرى من إلحاحهم كاره ، و قد لبسوا السلاح
و قال حمزة
"و الذي أنزل عليك الكتاب بالحق لا أطعم اليوم طعاما حتى أجالدهم بسيفي خارجا من المدينة"
و تكلم مالك من سنان و إياس بن أوس بن عتيك في معنى الخروج للقتال، فلما أبو إلا ذلك صلى رسول الله الجمعة بالناس و قد وعظهم و أمرهم بالجد و الجهاد و أخبرهم أن النصر لهم ما صبروا .