و من هذه الثقة في النصر و الجيش يمضي بمعنويات عالية كانت المفاجأة الأولى في انسحاب ثلث الجيش عائدا إلى المدينة .
فلم يفت هذا الأمر في أعضاد الناس و تحقق النصر الأول كما قال القرآن الكريم
"وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ"
و استطاع سبعمائة مقاتل أن يحققوا نصرا ساحقا على ثلاثة آلاف المشركين.
ثم
يقول المقريزي
"و لكن المسلمون أتوا من قبل الرماة فإن المشركين لما انهزموا و تبعهم المسلمون يضعون السلاح فيهم حيث شاءوا و وقعوا ينتهبون عسكرهم، قال بعض الرماة لم تقيمون هاهنا في غير شيء ؟
قد هزم الله العدو . و هؤلاء إخوانكم ينتهبون عسكرهم ! فادخلوا عسكر المشركين فاغنموا مع إخوانكم.
قال بعضهم ألم تعلموا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لكم "احموا ظهورنا و لا تبرحوا مكانكم، و إن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، و إن غنمنا فلا تشركونا ، احموا ظهورنا؟
فقال الآخرون
" لم يرد رسول الله هذا "
و انطلقوا فلم يبق معهم مع أميرهم عبد الله بن جبير إلا دون العشرة.