يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله في التعليق على هذه الآية
"هو تقرير لحال الرماة و قد ضعف فريق منهم أمام إغراء الغنيمة ،
و وقع النزاع بينهم و بين من يريدون الطاعة المطلقة لرسول الله صلى الله عليه و سلم
و انتهى الأمر إلى العصيان بعدما رأوا بأعينهم طلائع النصر الذي يحبونه ،
فكانوا فريقين
فريقا يريد غنيمة الدنيا
و فريقا يريد ثواب الآخرة.
و توزعت القلوب فلم يعد الهدف واحدا
و شابت المطامع جلاء الإخلاص و التجرد الذي لا بد منه في معركة العقيدة.
فمعركة العقيدة ليست ككل معركة.
إنها معركة في الميدان
و معركة في الضمير،
إنها معركة الله فلا ينتصر يها إلا من خلصت نفوسهم لله
و ما داموا يرفعون راية الله و ينتسبون إليها ،
فإن الله لا يمنحهم النصر إلا إذا محصهم و محضهم للراية،
و قد يغلب المبطلون الذين يرفعون راية الباطل صريحة في بعض المعارك
– لحكمة يعلمها الله –
أما الذين يرفعون راية العقيدة و لا يخلصون إليها إخلاص التجرد
فلا يمنحهم الله النصر أبدا حتى يبتليهم،
و هذا ما يريد القرآن أن يجلوه للجماعة المسلمة بهذه الإشارة إلى موقفهم في المعركة، و هذا ما أراد الله سبحانه و تعالى أن يعلمه للجماعة المسلمة و هي تتلقى الهزيمة المريرة و القرح الأليم لهذا الموقف