و لقد كان حكم الله تعالى على الصف الإسلامي أن أوضح الفرق بين الفريقين من المؤمنين
" ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ "
فالذين يريدون الآخرة جاهدوا و صبروا و سكب الله في قلوبهم السكينة و الأمن إلى درجة لا يصدقها عقل لو كانت في غير كتاب الله،
أن يبلغ الأمن حد النعاس يغشى المؤمنين في قلب المعركة.
و الفريق الآخر وصل به الضعف و الوهن إلى عودة النفسية الجاهلية إليه
و الفريق الثالث لما يتمالك في المعركة فلاذ بالفرار
" إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ"
لاذوا بالفرار و لما يمر عليهم سنة حين نزل عليهم قول الله عز و جل
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ"
و رسول الله في المعركة
و لقد عفا الله عنهم لشدة الهول الذي رأوه حين أطبق عليهم الكفار.