عيني جامدة لا تعرف البكاء، و ليست هذه مزية فأزهى بها و أتيه،
و إنما هي بلية، كما يعرف كل من كتب الله عليه أن يعاني احتباس الدمع...
و قد قلت لنفسي : إذا كنت يا مولانا لا تستطيع أن تبكي و ترفه عن نفسك ، فما قولك أن تضحك؟
و كان هذا الخاطر نفسه خليقا أن يضحكني ، إن الفكرة مضحكة
و قد تبدو للبعض سخيفة.
فأما أنها مضحكة فنعم، و هذا ما أعني و أبغي.
و إن امرءاً يستطيع أن يضحك – و حقه أن يبكي- لرابح!
أما أنها سخيفة فلا ، لأنه ليس من السخافة أن تعفي نفسك من الهم ، و أن تعتاض عنه سرورا و طربا.
ثم إن البكاء فائدته أن يخفف وطأة الشعور، فهو منفذ يتسرب منه ما كان خليقا لو بقي حبيسا أن يضغط و يؤلم.
و الضحك يفعل هذا أيضا، و لكن على نحو آخر ، لأنه يحول الشعور إلى حركة.