و هكذا صارت الدنيا غير الدنيا، لا لسبب سوى أني ضحكت،
فلما بعث إلى صاحب العمل يعتذر و يرجو أن أعود إلى عملي رفضت.
و خير من ذلك أنه وسعني (بفضل تلك الضحكة) أن أرفض في لطف و أدب،
و أن أصون نفسي عما يدنس نفسي في رأيي و تقديري
و كان الله كريما فأغناني عن العودة إلى ذلك العمل ، فلم أعد قط!
!
!
!
انشرحت نفسي لما ضحكت فأعفاني هذا من هم كان خليقا أن يساورني ساعات أو يوما أو أياما ،
و من اضطراب يجعل التفكير ملتويا غير قويم،
و من جزع كان من الممكن أن يسري مني إلى أهلي ، فينغص عيشهم،
و يقلقهم على أنفسهم و علي.
أن سر النعيم في الحياة أن يتلقى المرء كل ما تجيء به الحياة بضحكة، فإذا كل شيء على ما يرام. و ليس معنى هذا أن يتناول المرء الحياة بخفة ، و إنما معناه أن تتناولها بما تستحق –لا أكثر و لا أقل – و هي –مهما بلغ من أمرها – لا تستحق أن يقطع المرء قلبه حسرات عليها